مملكة و منتديات سهاد القلب الموقع الرسمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
موقع سهاد القلبموقع سهادالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلاعلاناتاتصل بنادخول
انت متصل باسم
آخر زيارة لك كانت الخميس 01 يناير 1970
لديك 1 مساهمة
ثمة هنا مجتمع باذخ بالعطاء مسرف في الاحاسيس ينتظركم بكرم السيل من مجتمع سهاد القلب إلى اصحاب المشاعر و الاحاسيس

 

 غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الزين
عضو ذهبي
عضو ذهبي
بنت الزين


الــــدولــــة : غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Unknow11
الــجــنــس : انثى
الــمـهــنــة : غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Collec10
الــهــوايــة : غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Readin10
الــمــزاج : غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Pi-ca-41
عدد المساهمات : 237
M M S : غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Aa63
S M S : مملكة و منتيات سهاد القلب الموقع الرسمي
الاوسمة : غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Ie610

الاضافات
مشاركة/share: غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Button1-share
قيم-الموضوع/Rate-Thread:

غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Empty
مُساهمةموضوع: غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية   غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Icon_minitimeالإثنين 29 أغسطس 2011, 19:15

غزو واغتصاب إفريقية
أُكْذُوبَةُ الاكتشافات الجغرافية







• أوروبا تتستَّر بما تُسمى الاكتشافات الجغرافية لاغتصاب إفريقية، وغيرها من أرض الله.

• العالم - ومنه إفريقية - كان معروفًا لدى المسلمين الأوائل قبل قيام أوربا بما تسمى الاكتشافات بزمن طويل.

• محمود شاكر يكشف في مقالة (الكشوف الجغرافية) عن حقيقتها ودوافعها.

• الرَّحَّالة والمؤرِّخون والجغرافيون المسلمون، يجوبون العالم منذ أقدم العصور، ويكتبون عنه قبل أوروبا بزمن طويل.

• • • • •


اعتاد الدارِس والقارئُ لِلمراجع
التاريخية والجغرافية، أن يقرأ أنَّ كثيرًا من بلاد العالم - ومنها
إفريقية، وآسيا، وما يسمَّى في عصْرنا (بالأمريكتينِ)، وبعض الجُزُر في
البحار والمحيطات - كانت مجهولةً للإنسان من ذُرِّية آدم - عليه السلام -
وأن الذين أخذوا زمام المبادرة وكشفوا هذه المجاهيل هم أبناء أوروبا،
ومنهم الإسبان، والبرتغاليون، والإنجليز، والهولنديون.

وأنَّ أوربا حينما اكتشفتْ هذه المجاهيلَ
وجدتْ فيها أناسًا يعيشون حياةً بدائِيَّة، لا تكاد تختلف عن حياة إنسان –
ما سَمَّوه أيضًا – بالعصور الحجرية، أو عصور ما قبل التاريخ، ولذلك
فإحساسًا منها – من أوروبا – بِمسؤوليتها أمام التاريخ، قرَّرت أن تحتل
هذه البلاد؛ لكي ترتقي بهذه الأمم والشعوب في سلم الحضارة.


وهذا كله من باب الأكاذيب التي لم تجد من
يتصدَّى لها، ويبيّن حقيقَتَها – وإن وجدت – فلا تكاد تَجِدُ لها صدًى
كبيرًا لدى من يتعرفون على تلك الحقيقة؛ نظرًا لقلة عددهم، في مقابل
الأعداد الضخمة من بني آدم الذين يتخرَّجون من دور العلم، وقد لُقّنوا تلك
الأكاذيب على أنَّها حقائقُ، لا تقبل المناقشة أو التشكيك.

ومن الكتابات الجيِّدة التي تصدَّت لهذا الموضوع (مقالة للشيخ محمود شاكر)، عن "الكشوف الجغرافية حقيقتها ودوافعها".


ونظرًا لأنَّ من طبيعة الإنسان النسيان، وأن الله سبحانه وتعالى أوجب علينا التذكير بقوله سبحانه وتعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}
[الذاريات: 55] -: فإنني بعد الاستعانة بالله، قد قرَّرتُ كِتابةَ مقالةٍ
أُخْرى انطلاقًا من المقالة التي كتبها الأستاذ محمود شاكر، وقبل ذلك
انطِلاقًا من المصادر الإسلامية، لفَضْحِ الأكاذيب التي بثتها أوربا في
ثنايا المصادر والمراجع، ورَبَّتْ عليها الكثيرَ من بني آدم، وهي اكتشاف
البلاد المجهولة من العالم، وأنَّ إنسانَ تِلك البلاد كان يعيش مَعِيشَةً
لا تَخْتَلِفُ عنِ الحيوانات المتوحِّشة، وأنَّها هي التي أخذتْ بِيَدِه
إلى سُلَّمِ الحضارة، مع بيان وجه الحقيقة: وهي أنَّ ذلك العالَمَ لم يكن
مجهولاً من قبلُ، وأنَّ إنسانَها من ذُرِّيَّة آدمَ كان أكْثَرَ
تَحَضُّرًا وتمدينًا من هؤلاء الذين يعيشون على أرض الله من ذُرِّية آدمَ
عليه السلام.

فالمصادر الإسلامية تبيّن لنا أنَّ:

آدم أبو البشر كان عملاقًا، وطولُهُ ستِّينَ ذراعًا:

إن أكمل صورة للخلق الإنسانيِّ، هي الصورة التي خلق الله سبحانه وتعالى عليها آدمَ عليه السلام[1]؛
فقد كان آدم - عليه السلام - عِملاقًا، طوله سِتُّونَ ذراعًا، وكان
خَلْقُهُ من قَبْضَةٍ قَبَضَها الله - سبحانه وتعالى - من جميع الأرض،
فجاء بنو آدم على قَدْرِ الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود، ومن
ذلك الخبيث والطيّب، والسهل والحزن[2]، كما بيَّن لنا ذلك رسولُنا مُحمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلم.


وكان آدم – عليه السلام – نبيًّا مكلَّمًا[3]؛
أي إنه كان يتصل بالله – سبحانه وتعالى – اتصالاً دائمًا عن طريق الوحي،
كما كان نبيًّا مسلِمًا، يعرف ربَّه وإلَهَهُ ودِينَهُ الذي لا يقبل اللهُ
مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرين غيره؛ كما أنَّه كان قِمَّة في الحضارة
الإنسانية، وهو الوحيد الذي عاش في عالَمٍ يرنو إليه المُسْلِمُ بِبَصَرِه
صباحَ مَساءَ، ألا إنه عالم الجنة التي عرضُها السموات والأرض، {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا}[4]، لقد عاش آدم في الجنَّة مُدَّةً، لا يعلمُها إلا الله – عز وجل – ثم أُنْزِلَ إلى الأرض ابتلاءً وامتحانًا: {قُلْنَا
اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ
تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[5].

وكان آدم – عليه السلام – أيضًا عالمًا: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31].

لقد عَلَّمَهُ الله - سبحانه وتعالى - عِلْم كل شيء: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}[6]؛
لأن الله قد استخلفه في الأرض، ومن رحمة الله - سبحانه وتعالى - أن زَوَّد
آدم بكل مقومات الخلافة التي تُمَكّنه من أداء ما كلَّفه الله - سبحانه
وتعالى - به، بعد أن سخر الله - سبحانه وتعالى - له ذلك الكون الذي نعيش
فيه: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[7]،
لقد عَلَّم الله آدم - عليه السلام - كيف يصنع ثوبه ويستر عورته، وعلمه
أيضًا كيف يرعى الأنعام، ويستفيد بِأَلْبانها وأشعارها وأوبارها ولحومها
وجلودها؛ كما علَّمه صناعَةَ السفن وركوب البحار، وعلمه كيف يهتدي بالنجوم
في ظلمات البَرّ والبحر؛ كما علمه اتخاذ المسكن والأثاث إلى غير ذلك من
العلوم التي تنفعه في دنياه وأُخْراه[8].


ويهمّنا هنا أن نذكر (أنَّ الأرض التي
صوَّر بعضُ أبناء آدم من سكان أوروبا أنهم قد اكتشفوها، قد ذللها الله -
سبحانه وتعالى - لآدم وذريته: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[9]،
وكون أن الله - سبحانه وتعالى - قد ذللها، واستخلف آدم وذريته فيها، فلا
بد وأن آدم – عليه السلام – كان على علم بكل جزء من أجزائها، لأنه مكلَّفٌ
من قبل الله - سبحانه وتعالى - بالنزول إليها والعيش عليها هو وذريته فترة
الحياة الدنيا.

وهذه قضية مهمة جدًّا؛ لفهم حقيقة ما تسمى بالكشوف الجغرافية.


نزل آدم إلى الأرض هو وزوجُه، ومنَّ
اللَّهُ عَلَيْهِما بِالذّرّيّة الكثيرة، وكان منها الصالح والضال، يُذكر
من هذه الذرية "ابنا آدم" وقصَّتهما مبسوطة في القرآن[10]،
وكثُر نسل آدم – عليه السلام – على الأرض، يدل على ذلك ما ورد عن الصادق
المصدوق مُحمَّد – صلَّى اللَّه عليه وسلم – أنه قال فيما يرويه ابْنُ
عبَّاس - رضي الله عنه -: ((بين آدمَ ونوح – عليهما السلام – عشرة قرون،
كلهم على الإسلام))[11].

هذه القرونُ العَشَرَة، قد تكون عشرة
أجيال، أي حوالي عشرة آلاف سنة، لأنَّ الأجيالَ الأولى كان تعمر حوالَيْ
ألف سنة، مثل آدم ونوح - عليهما السلام - وقد تكون (1000) عام، إذا حسبنا
القرن بمائة سنة، وقد يضاف إلى هذه القرون العشرة التي كانت على الإسلام،
قرون أخرى لم تكن على الإسلام؛ كما قال بعض المُفَسّرين. ("البداية
والنهاية"، الجزء الأول، ص 101).


وجاء وقتٌ استطاعَ الشَّيْطانُ فيه أن
يَجْتَالَ أبناءَ آدَمَ عن دِينِهم، فأرسل اللَّهُ إليْهِمْ نوحًا – عليه
السلام – يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وبعدَ أَلْفِ عام إلا خمسين من
الدعوة إلى الله، سخر الله الطوفان، فأهلك المُكَذّبين من ذرية آدم – عليه
السلام – ونجَّى الله نوحًا ومن معه، وكان لنوح ثلاثة أبناء: سام وحام
ويافث؛ لما رواه الترمذي عن سمرة بن جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال: ((سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم))، توجه سام
إلى جزيرة العرب، وتوجَّه حام إلى إفريقية، وتوجه يافث إلى أوروبا، ومعهم
بعض المسلمين الناجين من الطوفان، ليعمروا هذه الأجزاء من الأرض،
ويتناسلوا، ويُربّوا أبناءهم وذراريهم على الإسلام، ومن هذه الحقائق يمكن
أن نخلص إلى النتائج التالية:


(1) أنَّ الله قد خلقَ الأرض، وأنزلَ
إليْهَا آدَم وذُرّيَّته، وليس من المتصوَّر أن الله - سبحانه وتعالى - قد
أنزل آدم إلى الأرض لا يعرف عنها شيئًا، أو لا يعرف عن جزء من أجزائها
شيئًا، لأنَّ الأصل أنَّ آدَم هو الذي ربَّى أبناءَهُ على الإسلام،
وعلَّمهم مِمَّا علَّمه الله – عزَّ وجلَّ – وأنَّه لا بد وأنَّه قد
أعطاهم معلومات عن الأرض التي سيعيشون عليها، وواجبهم من ناحية إقامة دين
الله عليها، وذلك يستلزم علم أبناء آدم بالأرض وأجزائها (قاراتها) التي
سيعيشون عليها.

(2) أن أول دين عرفته الأرض هو الإسلام،
وأنه الدين الذي لا يقبل الله من الأولين أو الآخرين غيره (انظر: "أخطاء
يجب أن تصحح في التاريخ"، "الإسلام دين الله"، الفصل الرابع).

(3) أنَّ القارات - كما يقول الجغرافيون -
كانت بينها معابر أرْضِيّة أخرى غير الموجودة حاليًا أحدها عند بوغاز باب
المندب، وكان يربط إفريقيا بآسيا، وآخر عند جبل طارق وكان يربط أوروبا
بإفريقيا، وذلك يعني أن العبور من قارة إلى أخرى كان ممكنًا عن طريق البر،
وكان ممكنًا عن طريق البحر؛ أي إن الارتباط بين القارات كان قائمًا منذ
القِدم.


(4) إذا وُجِدَ أيُّ إنسانٍ على أيَّة
بُقْعة من الأرض، فهو من ذُرّيَّة آدم عليه السلام، وليس من عنصر أو سلالة
أخرى غير سلالة آدم عليه السلام، وهو إما أن يكون على الإسلام، أو أن
الشيطان قد اجتاله عن دينه، وذلك يعني أيضًا أنَّ اللَّهَ - سُبحانه
وتعالى - قد أرسل رُسُلاً إلى كُلّ بقعة من بقاع الأرض كان عليها أُنَاسٌ
من ذُرّيَّة آدم: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ
أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ
الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُكَذِّبِينَ}[12]، {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}[13]،
وهذا يعنِي أنَّ القارَّتَيْنِ المُغْتَصَبَتَيْنِ، واللَّتين أطلق عليهما
اسم مغتَصِبهما (أمريكا نسبة إلى أمريكوس الفلورنسي) كان يعيش عليها أُناس
من ذُرّيَّة آدم - عليه السلام - قد أرسل إليهم رسل، فمنهم مَنْ أَسْلَمَ
ومِنْهُم مَن كفر؛ وإن كُنَّا لا نستطيع أن نُحَدّد مَن هُمُ الرسل، ولكن
من المعلوم أنَّ الرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر، جم غفير، والمذكور أسماؤهم في
القرآن خمسة وعشرون، وهم الذين أُرْسِلوا في مناطق محددة، أرض الرافدين،
وأرض السوس، وأرض الجزيرة العربية، ومصر، وبلاد الشام، والباقي من الرسل
لا بُدَّ وأنْ يَكُونُوا قد أُرْسِلوا في بقاعٍ أُخْرَى من الأرض، قد تكون
في وسط وجنوب أو شرق إفريقيا، وقد تكون في المنطقة التي سميت أمريكا
الشمالية والجنوبية، وقد تكون في الجُزُر، المُهِمّ أنَّ اللَّه -
سُبْحانَهُ وتَعالَى – لا بد وأن يكون قد أقام الحُجَّةَ على أهل كل عصر
وعرصات.


إذًا ادِّعاء أهالي أوروبا أنهم قد خرجوا
في القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)؛ ليَكْتَشِفوا مناطق وقارات
لم تكن معروفة من قبل، فهو من باب الادِّعاء الذي لا يقوم على أساس، فكل
بلاد العالم كانت موجودة ومعروفة للناس.

(5) أنَّ إنسانَ ما يُسمَّى بالعصر
الحديث، هو أضعف بنية من الإنسان الأول، وهو آدم عليه السلام، وليس من وجه
للمقارنة؛ كما أنَّه أقصرُ عمرًا، ما بين الستين والسبعين، وليس من وجه
للمُقارنة، وأقلّ تديُّنا، فآدَمُ - عليه السلام - نَبِيّ مُكَلَّم، ولا
وجه للمُقارنة أبدًا؛ كما أنَّ جميعَ أهلِ الجنَّة من ولد آدَم يدخُلون
الجنَّة على صُورَتِه، كما أنَّ آدم عَلَّمَه الله علم كل شيء، وبالتالي
عَلَّمَه آدم لذريته، فمثلاً قوم نوح - عليه السلام - كان لديهم علمٌ
بالطب، يتمثل في معرفة أطوار الجنين: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}[14]، وعلم الفلك: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}[15]، وعلم بطبيعة الأرض: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}[16].


ومن هنا نوجه نصيحةً إلى أبناء آدم، الذين
نَسُوا فضل الله ونِعَمَهُ، وهُم من نَسْل أبناء آدم، ولكنَّ الشيطان قدِ
اجتالهم عن دينهم الذي أخذ الله عليهم العهد به: {وَإِذْ
أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى
شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا
غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ
وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ
الْمُبْطِلُونَ}[17] أن يثوبوا إلى رشدهم، ويرجعوا إلى ربهم، والدِّين الذي كان عليه أبوهم.

قرائن أخرى
تُؤَكِّد

أولاً: أن المسلمين قد
زاروا إفريقية والهند والصين وغيرها من البُلْدان، وجابوا البحار
والمحيطات وما فيها من جُزُر، وأنَّهم كان يتجوَّلون بينها، ويقيمون بين
ظهرانَيْ أهلها، وأنَّهم سلكوا طرقًا برّيّة وبحرية مطروقة ومعروفة قبل ما
تُسَمّى باكتشافات أوروبا الجغرافية ببضعة قرون.

ثانيًا: أن الكثير من أهالي تلك البلادِ كانوا مسلمين بدليل تولِّي ابْنِ بطّوطة القضاء في دِلْهِي، وجُزُر الملاديف.

ثالثًا: أوروبا قدِ
اعتَمدت في تعرُّفها على البلاد الَّتي لم تَكُنْ تَعْرِفُها، على
المعلومات الَّتي قَدَّمَها لها الجغرافيّون، والمؤرّخون، والرَّحَّالة
المسلمون.


ومن هؤلاءِ على سبيل المثال لا الحصر:

ابن حوقل[18] ( أبو القاسم محمد بن حوقل البغدادي الموصلي):

وهو رَحَّالة عربي مُسلم، وجغرافي مشهور،
غادر بغداد عام 331 هـ، فجاب العالم الإسلامي من المشرق إلى المغرب، وكَتب
في ذلك مصنف "المسالك والممالك" حوالي عام 367 هـ (977م)، والذي نشره
مستشرق هو "ده غوي" de Goeje في المجلد الثاني من المكتبة الجغرافية
Bilet – Geagr – Arab .


الإصطخري [19] (أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري المعروف بالكرخي)

عربي مسلم، جُغرافي مشهور، عاش في النصف
الأول من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، له كتاب بعنوان "المسالك
والممالك" نشره أيضًا ده غوي في المجلد الأول من المكتبة الجُغْرافية
العربية، وقد حققه محمد جابر عبدالعال الحسيني، 1381هـ.


البيروني: (أبو الريحان محمد بن أحمد):

عربي مسلم، ولد عام 362 هـ، ذهب في حداثة عهده إلى الهند، له كتابات "الآثار الباقية في القرون الخالية"، و"تاريخ الهند".


المسعودي: (أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الهذلي المسعودي):

ولد في الثلث الأخير من القَرْنِ الثالث
الهجري ببغداد، وتوفي عام 346 هـ بمصر، زار بلاد فارس 203 هـ، والهِند سنة
304 هـ، وسرنديب (سيلان)، ورحل إلى الصين عن طريق البحر، وقبل ذلك كان في
فارس وكرمان سنة 319 هـ، وطاف البحر الهندي، ورحل إلى ما وراء أذربيجان
وجرجان، وزار إفريقية، وكتب عنها كتبا لم يبق منها إلا "مروج الذهب ومعادن
الجوهر"[20]،
الذي يعتَبَرُ حُجَّة على سَبْق المسلمين على أوروبا في معرفة إفريقية،
وحجة على الرخاء والثراء الذي كان ينعم به إخواننا من أهل إفريقية، الذين
يعانون اليوم من الموت جوعًا وعطشًا.


كتب المسعودي ما شاهده في زيارته لشرق
إفريقية، لمدة ثلاث سنوات (اعتبارًا من 312هـ) انطلاقًا من عمان عبر البحر
الأحمر، حيث انتقل من هناك إلى جنوب القارة الإفريقية.

وهذا دليل على أنَّ إفريقية كانت غنية
وكانت معروفة، وكانت آمنة، وأنَّ الذين أفْقَرُوها هم أبناء أوروبا، وأنَّ
الذين أجاعُوها هم أبناء أوروبا، وفيه دليل أيضًا على الأمانة التي يتصف
بها أفراد الرعية، والرحمة التي كان عليها الحُكَّام.


وفي رحلة ثانية زار المسعودي شعوب إفريقية الغربية وممالِكَها[21]،
ووصَفَ الأَقْوَامَ الَّذين سكنوا شرق إفريقيا وداخلها "ومساكن الزنج من
الخليج المتشعب من أعلى النيل إلى بلاد سفالا - قرب ميناء بيرافي موزمبيق
ولواق واق (الساحل الجنوبي من موزمبيق) - ومقدار مسافة مساكنهم واتصال
مقاطنهم في الطول والعرض نحو سبعمائة فرسخ، أودية وجبال ورمال". ثم يصف
أراضي مملكة الوقليمي الذين بنوا عاصمتهم في أقصى الجنوب من أرض سفالا حيث
يقول: "أقاصي بحر الزنج هم بلاد سفالا وأقاصيه بلاد الواق واق، وهي أرض
كثيرة الذَّهَب، كثيرة العَجائب، خِصْبة حارة، دوابهم البقر، وليس في
أرضهم خيل ولا إِبل، ولا يعرفونها وكذلك لا يعرفون البرد أو الثلج، والزنج
مع كثرة اصطيادهم لما ذكرنا من الفيلة وجمعهم لعظامها غير منتفعة من ذلك
في آلاتها، وإنَّما تتحلَّى بالحديد بدلاً من الذهب والفضة، والغالب على
أقواتهم الذرة، ومن غذائهم العسل واللحم"[22].


وذكر المسعودي "أن أقاصي بلاد الزنج إليها يقصد مراكب العمانيين والسيرافيين" (ص6)[23].

"وجزائرهم في البحر لا تحصى كثرة، ومن بعض
تلك الجزائر جزيرة بينها وبين ساحل الزنج نحو من يوم أو يومين، فيها خلائق
من المسلمين يتوارثها ملوك من المسلمين، يقال لها قنبلو" (ص17)[24].

وذكر المسعودي من القبائل الإفريقية
(البجة) وهي قبائل نزلت بين بحر القلزم ونيل مصر، وفي أرضهم معادن الذهب
وهو التِّبْر ومعادن الزُّمُرُّد (ص18).


الإدريسي: (أبو عبدالله محمد بن محمد بن عبدالله):

ابن إدريس الحمودي، عربي مسلم، ولد عام
493 هـ/1100 م بسبتة، وتوفي عام 560 هـ / 1166م بعد أسفار طويلة استقر في
بلاط الملك النورماندي روجر الثاني في بالرمو، وقد أتم في بالرمو قبيل
وفاة هذا الملك (548هـ/1154 م) وَصْفه للكرة الأرضية المصنوعة من الفضة في
كتابه المشهور باسم "كتاب رُجَّار" أو "الكتاب الرجاري" أو "نزهة المشتاق
في اختراق الآفاق" (نشره دوزي ودي جوجه لايدن، 1866 م)، وهو الكتاب الذي
نشر بعضه مع إحدى وسبعين خَرِيطة، في مُقدمتها خريطة مُستديرة للعالم[25]،
موضح عليها مع الأقاليم السبعة المعروفة، ومنها إفريقية مع وصفها، وصنف
الإدريسي لغليوم الأول (1154 – 1166م) كتابا كبيرًا في الجغرافية عنوانه
"روض الأنس ونزهة النفس" أو كتاب "الممالك والمسالك" ولم يبق من هذا
الكتاب إلا مختصر في مكتبة حكيم أوغلو علي باشا بإستانبول (رقم 688)، وقد
طبع مختصر بسيط لكتاب رجار في روما حوالي عام 1592 م بعنوان "نزهة المشتاق
في ذكر الأمصار والأقطار والبلدان والجزر والمدائن والآفاق"، ويُعْتَبَر
كتابه أعظم مصنفات ما تسمى بالعصور الوسطى في الجغرافية.

مخطوطات الكتاب للأسف، في مكتبات باريس (مخطوطتان)، أكسفورد (مخطوطتان)، وإستانبول (مخطوطة واحدة في أيا صوفيا).


ابن بطوطة:

شمس الدين أبو عبدالله بن محمد بن
إبراهيم اللواتي الطنجي، ولد في طنجة عام 703 هـ، 1304 وتوفي عام 776 هـ،
1368م، طاف مُعْظَم بقاع العالم المعروف في زمنه، وقد ترك لنا كتابا هو
"تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"[26]،
وفيه وَصْف لرحلته الأخيرة عام 752 هـ، 1352 م إلى السودان الغربي وتجواله
في مملكة مالِي، ووصل إلى تمبكتو التي كانت عاصمة للحضارة الإسلامية في
ذلك الوقت، ثم توغَّل شرقًا إلى النيجر، حيث إنه هو أول من ذكر أن النيجر
يسير إلى الشرق، وكان قبل ذلك قد زار شرق إفريقية، (بربرة، ومقديشو،
وممباسا، وكلوا، وصوفالا) وزار مدنها الواحدة بعد الأخرى[27]، وقد رجع إلى مراكش عن طريق واحتي غات وتوات ("جغرافية إفريقيا"، تأليف د. فتحي محمد أبو عيانة، دار النهضة العربية، بيروت 1983).


وهذا دليل على سَبْق المُسلمين على أوروبا
في معرفة معظم بقاع العالم، ودليل أيضًا على الأمن الذي كان عليه الطريق،
وكانت عليه القارة الإفريقية، كما يدلنا ذلك أيضًا على الثراء الذي كانت
عليه القارة الإفريقية (التي تموت جوعًا في القرن الرابع عشر الهجري).

ولقد أنتجت أسرة ابن بطوطة عدة قضاة، منهم
الرحالة نفسه فهو وليد أسرة عريقة في الاشتغال بالعلوم الشرعية؛ درس
العلوم الدينية وتفقه فيها، وفي سن الحادية والعشرين سافر ابن بطوطة وحده
من طنجة لأداء فريضة الحج، وفي الطريق زار قاضي الإسكندرية فنزل عند أحد
علمائها المسمَّى برهان الدين، ولقد توسم فيه برهان الدين حب التجوال،
وأوصاه إن ذهب إلى الهند أو السند أو الصين أن يزور أفرادًا سماهم له،
وهنا يتجلى اهتمام الرحالة المسلم بالدين وعلماء الدين في كل صحيفة من
كتابه.


وقد زار ابن بطوطة القسطنطينية في حاشية
الأميرة اليونانية زوجة السلطان محمد أوزبك، ومن الفلجا اخترق خوارزم،
وبخارى، وأفغانستان في طريقه إلى الهند، وولي القضاء في دلهي، واشترك بعد
سنتين في بعثة سياسية إلى الصين، وصل إلى جزر الملاديف حيث ولي القضاء
مُدَّة عام ونصف، ووصل من هناك إلى الصين عن طريق جزيرة سيلان، والبنغال،
والهند الأقصى، ثم رجع إلى بلاد العرب عن طريق جزيرة سومطرة؛ وكما أوردنا،
زار تمبكتو ومالي، ثم رجع إلى مراكش عن طريق واحتي غات وتوات، وكانت له
رحلة طويلة وأخرى إلى بلاد الزنج بإفريقية عام 753 و 754 هـ.


حسن بن الوزان (ليو الإفريقي):

ولد في غرناطة عام 893 هـ، 1493 م، من أصل
مغربي، عاد مع أهله إلى المغرب، وأقاموا في فاس، قاده حبّ الاطّلاع إلى
الترحال مع التجار الذين يُتاجرون مع بلدان جنوب الصحراء المجاورة في غرب
إفريقية.

كتب عن دولة سنغاي والمناطق المجاورة لها في مالِي، والهوسا وبورنو، وعمَّا شاهده في رحلاته في إفريقية التي بدأت عام 910 هـ، 1510م.

أسرَهُ القَراصنة الأوربيّون، وأخذوه إلى البابا ليو العاشر، الذي أبقى على حياته للاستفادة من رحلاته ومُذكَّراته.

كتب كتابا سماه: "تاريخ ووصف إفريقية"، كان مصدرًا من المصادر التي استقى الأوروبيون منها معلوماتهم[28].


البكري (أبو عبدالله عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد بن أيوب بن عمرو بن أبي مصعب):

ولد في قرطبة عام 439 هـ/1039 م، وتوفي في
قشتالة عام 494 هـ/ 1094 م وهو أقدم جغرافي أندلسي له "معجم ما استعجم"،
ومن أهم ما كتب "المسالك والممالك" الذي أتمه عام 468 هـ / 1068م، وقد نشر[29] منه الجزء الخاص بالممالك والأصقاع التي تمتد ما بين النيل شرقا والمحيط الأطلسي غربًا، ومن البحر المتوسط شمالاً والسفانا جنوبًا.


خصص جزءًا كبيرًا من كتابه للحديث عن
إفريقية الغربية وملوكها تحت عنوان "تذكرة النسيان في أخبار ملوك السودان"
وفيه يذكر عن (مملكة غانا) أنها احتكرت تجارة الذهب، واهتم ملوكها بالحفاظ
على أسعاره: "كل كتلة من الذهب يجدها المنقبون يبعثون بها توًّا للملك
يحرزها لنفسه، أما التبر فيتركه لشعبه يتصرف فيه كيف يشاء، ولولا احتياطه
هذا لكثر الذهب في الأيدي، ولَقَلَّتْ قيمته تبعًا لكثرته".


"الاعتراف سيد الأدلة":

الكُتَّاب من أبناء أوروبا يُؤكِّدُون
الحقائق السابقة، من هؤلاء الكُتَّاب أغناطيوس بوليا نوفتش كراتسكوفسكي
Istoria Arabskoi Gergraficheskou literatury, Moskovo – Liningrad, 1957.

في كتابه الذي نقله إلى العربية صلاح الدين عثمان هاشم، جُزْءان في الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية، 1957م.

وفي الجُزْئينِ اعترافٌ واضحٌ وصريحٌ من
الكاتب غير المسلم بسَبْق المسلمين الأوائل في الكشوف الجغرافية، وأنَّهم
قد جابوا البحار والمحيطات، وعرفوا بقاع الأرض قبل أوروبا بزمن موغل في
القِدم، وأنَّهم كانوا يعتمدون في رحلاتهم على أدوات ملاحية مُتطوّرة.


والاعتراف كما يقولون سيد الأدلة، فها هو كراتشكوفسكي في الجزء الثاني من كتابه، ص 563 يذكر:

"وعندما وضع فرامورو framauro مصوره
الجغرافي في عام 1457 م (850هـ)، ذكر أن ملاحًا عربيًّا (أي مسلمًا) أبحر
حوالي عام 1420 م (820 هـ) من المحيط الهندي حول القارة الإفريقية فظهر
بالمحيط الأطلنطي".


"وقد شاهد فاسكوداغاما Vasco da Gama في
عام 1497 – 1498م (897هـ) سُفُنًا عربية إلى الشمال من موزمبيق (تحمل
البوصلة بيت الإبرة)، وخارطات بحرية، وعلى إحدى هذه السفن وجد فاسكوداغاما
مخطوطات عربية بعث بها إلى الملك مانويل Manoel . أما مواطنه الشهير
البوكرك Albuquerque فإنه يدين بفتوحاته (أي غزوه لبلاد الإسلام) في
منطقة عمان والخليج الفارسي إلى خارطة بحْرية من عمل رُبَّان عربي ماهر
يُدْعَى عمر؛ بل ويقول في مذكراته أنَّ ملاحًا مُسلِمًا وقع في أَسْرِ
البرتغاليين عند جزيرة سقطرى (كان ربانًا عظيمًا ذا معرفة جيدة بهذا
الساحل، وقد أعطاه مرشدًا للطرق البحرية Routier ) مُبَيَّنَة عليه جميع
مواني مملكة هرمز، وهو من وضع ربان آخر يدعى عمر، كان قد صحبه ذلك الربان
في البحر".

"ومن تقرير رفعه البوكرك إلى ملك البرتغال
أول أبريل 1512م (912هـ) نعرف أنه قد بعث إلى الملك بصورة منقولة عن خارطة
كبيرة، عملها ربان أصله من جاوة (مسلم)، ويظهر فيها رأس الرجاء الصالح،
وأملاك البرتغال (أي البلاد التي اغتصبتها البرتغال في إفريقية)... والبحر
الأحمر، وبحر فارس، وجزائر الملوكاس، والطرق البحرية لأهل الصين، وأهل
فرموزا، وقد بينت الخطوط، والطرق التي تسلكها السفن؛ كما تبين عليها أيضًا
الأجزاء الداخلية لتلك البلاد، وكتب الأسماء بالحروف الجاوية، وقد أرسلت
في طلب رجل من أهل جاوة يعرف القراءة والكتابة ليفسرها لي..." المرجع
السابق ص 563.

وفي الجزء الأَوَّل أوْرَد كراتشوفسكي الحقائق التالية:


أولاً: "فمارينو سانودوه
Marino Sanudo ، وهي إحدى الشخصيات الأوروبية النشطة في القرن الرابع عشر
الميلادي (الثامن الهجري) قد زود مصنفه، "كتاب الأرض المقدسة" بخارطة
للعالم لتوضيح فكرته المبتكرة التي ترمي إلى محاصرة العالم الإسلامي
حصارًا اقتصاديًّا: وهذه الخارطة على هيئة دائرة مركزها أورشليم" ص26.

وهكذا يتضح لنا الهدف اليهودي الصليبي من وراء ما أسمته المراجع بالكشوف الجغرافية: هذا الهدف هو محاصرة العالم الإسلامي والإجهاز عليه، (انظر أيضًا ص 272 من نفس المرجع).


ثانيًا: "أن نشاط
الفزاري (حوالي 170هـ) ومعاصريه كان بلا شك فاتحة عهد جديد في تطور الفلك
والجغرافيا الرياضية عند العرب، وكان هو ما شاء الله أول من وضع الإسطرلاب
بين العرب" ص 72.


ثالثًا: "وهكذا فمهما
بدا الأمر غريبًا اليوم فإن النظرية الجغرافية العربية قد لعبت دورًا
هامًّا في كشف العالم الجديد (أي اغتصاب أوروبا للعالم الذي اعتبرته
جديدًا، ولم يكن كذلك بالنسبة للمسلمين)" ص75.


رابعًا: " أكبر رياضي وفلكي في النصف الأول من القرن[30]
هو محمد بن موسى الخوارزمي (ترك) ترجمة يمكن اعتبارها أول رسالة أصيلة في
الجغرافيا الرياضية عند العرب وشاملة لجميع العالم المعروف لهم" ص 80.

"وقد صنف الخوارزمي عقب وفاة الخليفة المأمون بين عامي 221 هـ - 836 م، 232 هـ - 847م مصنفًا يطلق عليه اسم "صورة الأرض" (ص99)".


"فقد وضع كتابه في الجغرافيا على هيئة
زيج، أي جداول فلكية، وتبدأ الجداول بعد البسملة مباشرة على هيئة عمودينِ
في كل صفحة مع تبيان المواقع الجغرافية للأماكن الكبرى التي يصل عددها إلى
خمسة وسبعة وثلاثين موضعًا، وهي موزعة على الأقاليم المختلفة بحسب
الابتعاد التدريجي من خط الزوال الابتدائي الذي يمر بجزر السعادة
(الخالدات = الكنارى) في أقصى الغرب من إفريقيا.

ويتلو جدول المدن جدول الجبال، ثم يلي ذلك
وصف البحار فالجزر، ويشمل القسم الأخير منها، وهو أوسعها، وصفًا للأنهار
في كل إقليم" ص 100.

"هذا ويسترعي النظر بصورة خاصة تقسيم الخورازمي للأقاليم السبعة حسب درجات العرض" ص101.


"وبالرغم من أن العرب (يقصد المسلمين) قد
كشفوا في القرن التالي للخوارزمي عن وجود نقاط عديدة مأهولة على الساحل
الشرقي لإفريقيا وفي الهند وجنوب شرقي آسيا" ص 101.

فهل بعد ذلك يجرؤ إنسان على الزعم بأن تلك المناطق كانت مجهولة بالنسبة للمسلمين، وأن الأوربيين هم الذين كشفوا لنا ذلك العالم.

أمَّا الأهمية الكبرى فتنالها دون منازع
خارطة للنيل، التي يتضح منها أن مجراه كان معروفًا جيدًا في ذلك الوقت (أي
نهاية القرن الثاني الهجري أي قبل ما تُسمى الاكتشافات الأوربية بسبعة
قرون حسب شهادة أبناء أوروبا) ص 102.


خامسًا: "وقد اقتدى عرب
المغرب بإخوانهم عرب المشرق فلم يقصروا اهتمامهم على المشرق وحده، الذي
ربطه بالعرب (يقصد المؤلف بالعرب المسلمين) تاريخ طويل من العلاقات؛ بل
جهدوا أيضًا في التعرُّف على الغرب والكشف عن بلاده غير المعروفة لهم" ص
136. وعرب الأندلس رغمًا من خوفهم من المحيط الأطلنطي الذي اقترن في
أذهانهم ببحر الظلمات الرهيب، قد قاموا بمحاولات عديدة للكشف فيه.

"ويَروِي لنا المسعودي خبر إحدى تلك المغامرات في عبارات موجزة مع الإشارة إلى مصنف" ص 136 وما بعدها.

ولنا هنا تعليق،
أليس في هذا دليلٌ لا يقبل الشك على أن المسلمين الأوائل، كما رحلوا لنشر
دعوة التوحيد في بلاد الشرق، فإنهم قد قاموا بنشر دعوة لا إله إلا الله في
بلاد الغرب.


ومعنى ذلك أنَّ المسلمين الأوائل قد وصلوا
إلى ما يطلق عليه اسم الأمريكتين، والدليل أن الأسبان حينما وصلوا إلى
هناك وجدوا سكانًا لهم حضارة فمن أين أتوا؟ ومنذ متى؟ وما هو الدليل؟

قام شخص يسمى دكتور باري فل بأبحاث يتتبع
من خلالها أصول هذه الحضارة، التي كانت موجودة قبل أن يصل كولمبس إلى ما
يسمى بالعالم الجديد (الأمريكتينِ) ونشر نتيجة أبحاثه في كتابينِ، الأول
تحت عنوان "أمريكا قبل الميلاد" (1976)، والثاني "قصة حياة أمريكا"
(1980م)، وقد حاول الكاتب أن يثبت في كتابه الأول والثاني أن عربًا من
الشمال الإفريقي قد وصلوا إلى ما يسمى بالعالم الجديد في الألف سنة الأولى
قبل ميلاد المسيح، مع غيرهم من الأقطار الأخرى مثل أيرلندا، ومن الجزر
الإسكندنافية، ومن الصين ومن اليابان وأستراليا ونيوزيلندا.


"ويَجمَعُ الدكتور فل في كلا الكتابين من
الأدلة عددًا كبيرًا من المكتشفات الأثرية، والآثار المعمارية، والمقارنة
اللغوية، والرموز؛ ليقدّم الأدلَّة على نظريته المتعلّقة بأمريكا الشمالية
ذات التاريخ الممتد ما يزيد على ألفي عام من السفر، والترحال، والاتجار،
وكذلك التبادل الثقافي مع ثقافات وحضارات كانت قائمة في فترة وصول الرحالة
والمسافرين.

ومن هذه الأدلة ما عثر عليه في حوض نهر
الكولورادو المعروف بـ"منحنى الحوض الكبير"، من نقوش وكتابات شبيهة
بالكتابات التي وجدت في جميع أنحاء الولايات الجنوبية الغربية، والمعروفة
بالكتابة الدودية.


هذه الكتابات تتشابه إلى حد كبير مع
الأبجدية البربرية والسابقة للعربية في ليبيا؛ كما أنها تشبه الخط الكوفي،
والنسقي، والمغربي للكتابة العربية.

من هذه الكتابة لفظة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، "بسم الله"، وأسماء عربية أخرى شائعة.

ومن النقوش عثر على حسابات رياضية، وأسماء
لحاجيات، وأشياء عادية يومية، وكذلك خرائط حفرت على الصخر لرحلات وأسفار
(انظر مقالة: "الدراسات العلمية التاريخية تؤكد: العرب اكتشفوا أمريكا قبل
كولمبس". تأليف نور الدين دوركي.


سادسًا: وفي صفحة 138،
139 يُقدّم المؤلِّفُ قرائِن كثيرة تثبت أن التجارة عن طريق البحر مع
الهند وأرخبيل الملايو والصين كانت قائمة بين أهالي تلك البلاد والمسلمين،
وأنه كان في ميناء كانفون بالصين جاليات إسلامية، وأن المسلمينَ كانوا
يعرفون (خمير Khmer )، وهو الاسم القديم لكمبوديا.

وتثبت أيضًا أن المسلمين كانوا يعرفون
الطريق البري الذي يخترق آسيا الوُسْطى إلى الصين، وأنهم جابوا كثيرًا من
المناطق ومنها روسيا الحالية ص 139، وسواحل إفريقية ص 143.


سابعًا: يورد المؤلف ص
143، ص 237 حديثًا يؤكد أن مرشدي فاسكوداغاما في المحيط الهندي كانوا من
العرب المسلمين، انظر أيضًا الفصل الخامس وما بعده، وكلها تؤكد معرفة
المسلمين وسكناهم للبلاد والقارات التي اغتصبتها أوروبا لتطويق العالم
الإسلامي للإجهاز على الإسلام والمسلمين.

فَهَلْ يَجْرُؤ أحدٌ على الزَّعْم بعد ما
قرأنا على أنَّ أوروبا قد اكتشفت عالمًا كان مجهولاً لبني البشر (انظر
أيضًا ص 192، 199، 200، 201).

وفي صفحة 201 وما بعدها أورد المؤلف
كلامًا عن كتاب ابن حوقل "كتاب صورة الأرض" (367 هـ = 977 م) تثبت أن
العالم كان يعتبر عالمًا إسلاميًّا، وأنه كان معروفًا، إقليمًا إقليمًا
وصقعًا صقعًا، وكورة كورة". يقول المؤلف: "من هذا يتَّضح أن ابن حوقل قد
حصر اهتمامه على وجه التَّقريب في وصف دار الإسلام"؛ ولكنه كان يتجاوز في
حالات معينة بالطبع نطاق العالم الإسلامي ص 203.


"يجب الاعتراف بأن ابن حوقل هو الخبير
الأول في شؤون المغرب... ويتَّضح هذا بصورة أقوى من خلال المخطوطة التي
نشرها كرامرس، ففيها يرد وصف مفصل لمنطقة البجة وتاريخهم ولإرتريا
Eritrea ، مع ذكر ما لا يقل عن مائتين من قبائل البربر، ويصف الواحات، ص
204، وتقدم المادة التي جمعها لوحة طريفة لحضارة العالم الإسلامي في ذلك
العهد. فهو قد التقى مثلا في سجلماسة بجنوبي مراكش بتجار عراقيّين من أهل
البصرة والكوفة المقيمين هناك، ويمكن الحكم على مدى اتساع معاملاتهم
التجارية من أنه قد أبصر صَكًّا بِدَيْنٍ على أحد سكان واحة أودغشت بداخل
إفريقيا قيمته اثنان وأربعون ألف دينار (ص204).


ثامنًا: أورد المؤلف
حديثًا عن البيروني (390 هـ = 1000 ميلادية) ومؤلَّفاته تؤكّد معرفته
وعِلْمَه الدقيق بأرض العالم الإسلامي (ص245 وما بعدها)؛ كما أورد معلومات
من كرديزي وكتابه "زين الأخبار" 440 هـ، ص 258، وعن: الرازي، والرحالة
إبراهيم بن يعقوب، والمحدّث الأنْدَلُسيّ المشهور ابن عبدالبر النمري
القرطبي (368 هـ، 463 هـ) الذي خلف كتابًا في الأثنوغرافيا بعنوان: "القصد
والأَمَم في التعريف بأصول العرب والعجم"، وبه معلومات عن أهل الصين
وعلاقتهم بسكان الملايو (ص 273).


كما ذكر المؤلف أيضًا أحمد بن عمر العذري
(393 – 478 هـ) وكتابه "نظام المرجان في المسالك والممالك" ص 273 وما
بعدها، وأبا عبيد عبدالله البكري ص 274، وكتابه "المسالك والممالك"
(460هـ)، وكتابه "معجم ما استعجم" (ص267 وما بعدها)، والإدريسي (ص279، وما
بعدها)، وكتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" (ص280)، وابن بطوطة (421)
الذي قال عنه المؤلف: "وهو نفس الرحالة الذي لا يستغني عن الرجوع إليه أي
باحث يود الخوض في تاريخ الأورو الذهبي، وآسيا الوسطى والذي رغمًا من هذا
تقف رواياته عن الصين والهند في مستوى واحد مع "أسفار السندباد"، وعجائب
الهند... ومن المستحيل إنكار أنه كان آخر جغرافي عالمي من الناحية
العملية، أي أنه لم يكن نقالة اعتمد على كتب الغير؛ بل كان رحالة انتظم
محيط أسفاره عددًا كثيرًا من الأقطار، وقد جاوَزَ تجواله مقدار مائة وخمسة
وسبعين ألف ميل (ص421).


تاسعًا: وذكر المُؤلّف
أيضًا ليون الإفريقي وكتابه "وصف إفريقيا" ص 450، وفي الجزء الثاني في
الكتاب أكَّد الكاتب أنَّ فاسكوداغاما قد وفّق في الإفادة من تجربة العرب
العملية، "فالمؤرخ البرتغالي باروش Barros ، يذكر في كتاب "آسيا
البرتغالية" أنَّ فاسكوداغاما التقى في مالندي Malindi بمسلم من كجرات
يُدْعَى المعلم كانا Malem cana وُجِدَ لديه عددٌ كبير من الخارطات
والآلات، هذا وقد تَمكَّن البحَّاثة في بداية القرن العشرين من الكشف عن
شخصيَّة "المعلم كانا" هذا، الذي دل فاسكوداغاما على الطريق من مالندي
Malindi إلى قاليقوت Calicut بالهند (على ساحل ملبار) (ص563).


وهكذا رأينا أنَّه لا خلاف بين المصادر
الإسلامية وغير الإسلامية في أنَّ مرشد فاسكودا غاما كان "مسلمًا" سواء
كان ابنَ ماجد أم كان غيره، ولا خلاف بين هذه المصادر أنَّ البرتغاليين في
رحلاتهم تلك كانوا يعتمدون على الخارطات والآلات التي سبق المسلمون إلى
إعدادها منذ زمن بعيد وسادوا به - بفضل الله - البر والبحر.


أورد الكاتب نصًّا منقولاً عن قطب الدين
النهروالي (917 – 990 هـ) "والذي يرجع تأليفه إلى ما بعد خمسين عامًا
بالتقريب من ذلك الحادث الخطير"؛ أي وصول "البرتغاليين لطريق الشرق" لقد
حفظ لنا قطب الدين في كتابه عن فتح العثمانيين لليمن "البرق اليماني في
الفتح العثماني" رواية هامَّة عن ظهور البرتغاليين في المحيط الهندي؛ وكان
هذا الحادث الخطير لا يزال عالقًا بأذهان المتقدمين في السن في عهد قطب
الدين، كتب قُطب الدين يقول: "وقع في أوَّل القرن العاشر (ابتداءً من عام
1495) من الحوادث الفوادح النوادر دخول البرتغال اللعين من طائفة الفرنج
المَلاعيين إلى ديار الهند، وكان طائفة منهم يَرْكَبُون من زقاق سبتة
(مضيق جبل طارق)... إلى أن خلص منهم غراب (سفينة صغيرة) إلى بحر الهند،
فلا زالوا يتوصَّلون إلى معرفة هذا البحر إلى أن دلهم شخص ماهر من أهل
البحر، يقال له أحمد بن ماجد صاحَبَه كبير الإفرنج، وكان يقال له الأملندي
(أي الأميرال)، وعاشره في سكره فعلمه الطريق في حال سكره، وقال لهم لا
تقربوا الساحل من ذلك المكان (أي الساحل الإفريقي) وتوغَّلوا في البحر ثم
عودوا (أي إلى ساحل الهند) فلا تنالُكم الأمواج، فَلَمَّا فعلوا ذلك صار
يَسْلَمُ من الكسر كثيرٌ من مراكبهم، فكَثُروا في بَحْرِ الهِنْدِ...
فصاروا يَقْطَعُونَ الطريق على المسلمين أسرًا ونهبًا ويأخذون كل سفينة
غصبًا إلى أن كَثُرَ ضَرَرُهم على المسلمين، وعَمَّ أَذَاهُم على
المسافرين فأرسل السلطان مظفر شاه بن محمود شاه بن محمد شاه سلطان كجرات
يومئذ (917 – 932 هـ) إلى السلطان الأشرف قانصوه الغوري (906 – 922 هـ =
1501 – 1516 م، يستعين به على الإفرنج" صفحة 570 – 571.


وهكذا يتَّضِحُ لنا أنَّ المسلمين
المعاصرين للهجمات البرتغاليَّة على العالم الإسلامي على أنها هجمات
صليبية تستهدف الأمة المسلمة ودينها وعقيدتها، وأنها ما كانت لِتَجْرُؤَ
على التجول في تلك البحار والأماكن إلا بمعاونة بعض أبناء العرب
والمسلمين، كما تثبت أيضًا فضل السبق الذي كان للمسلمين في معرفة واستيطان
تلك البلاد قبل أوروبا بقرون عديدة، وتثبت أيضًا التزييف والتحريف الذي
تعرض له تاريخ اغتصاب العالم الإسلامي، وصُوِّرَ على أنَّه تاريخُ
اكتشافاتٍ جغرافية لبلاد لم يكن يعرفها المسلمون ويستوطنونها قبل أوروبا
بقرون طويلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة و منتديات سهاد القلب الموقع الرسمي ::   ::   :: منتدى التاريخ العالمي و الديني | Forum World history and religious |-
انتقل الى:  
سحابة الكلمات الدلالية
غزو واغتصاب إفريقيا.. أكذوبة الاكتشافات الجغرافية Fb110

أنت غير مسجل في سهاد القلب للتسجيل .. اضغط هـنـا