Dust
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ماخلت يومًا أني سأكون حيث أنا الآن ..
في هذا المكان البارد الجاف ،
حافي القدمين ،
وأدخنة الرماد الأبيض ترقص ساخرةً تحتي مع كل خطوة أخطوها ..
يكاد يخنقني الأفق الوسيع ،
وسقف السماء السوداء يهمس في أذني ..
وأسمع صداه من حولي ؛
صديقي الذي كان يسكنني ..
لقد كان هنا دائمُا ،، صديقي!
جميلة هي الألوان التي رسمها ،
وما أعذب نغم الطيور التي تتبعه أينما ذهب ..
وعبق البنفسج يسابق الريحان ..
أوحتى الزهور وهي تلهو معه ..
وبعد رحيله ، حتى الظلال ؛
صدى الألحان
وطيف الرسوم ،
والخريف ..
كلها تناديه
وبكل شوق تنتظره ..
حتى أوتار النغم
وحافة القلم ،
والشتاء ..
بكل الصبر تنتظره
أو بعضه ..
خلفهم كنت أقف ..
بعالم الأحلام في يميني ،
وقصر الشوق في يدي الأخرى
أعلم أنه قد رحل ،
لكني أؤمن انه لازال بالجوار ..
حتى بعدما هجرتني الطيور ..
وشتمتني الألوان ، وخاصمتني الزهور ..
وتحوّل العبق إلى الرماد ، والصدى إلى السكون ..
وحدي في الظلام أسمع صوته ،
في كل زاوية من الدنيا
تطاردني الهواجس بأشواكها ؛
لا أدري أين أذهب ، وأين سأصل!
هل أخشى ألا ألقاه في الطريق؟!
أم أخاف أن يحجبه الأفق عني؟!
أم إلى أي زاوية أحبو؟
بعد دهرٍ حالِك ..
ذبلت أشواك هواجسي حينما وجدته هناك ..
تحت كومة من الرماد .. كان صديقي منهكًا
لم أبالي باختناق أشواقي ..
أزحت عنه الرماد بقميصي ،
حملته بيدي واقتربت منه لأطمأن
حمدًا لله .. لم يكن ما أخشاه ،
صديقي كما عهدته دائمًا ؛
تحت الرماد ، مازال ينبض ..