تعلّمنـا الدّنيا أكثـر ممّـا نرغب أحيانـا:ً
علّمتني الدّنيـــــــــا
أنّ ليس كلّ الذّئـاب أعداء , ولا كلّ العصافيـر أصدقـاء , ولا كلّ الأرانــب أليفة , ولا كلّ الأسود مفترسة .
علّمتني الدّنيـــــــــا
أنّ ليس كلّ الأطفال أنقيـاء , ولا كلّ الثّعالب ماكرة , ولاّ كلّ العقارب سامّة , ولا كلّ الكلاب أوفيـاء .
علّمتني الدّنيـــــــــا
أنّ اللّون الأبيض ليس دائمـاً دليل النّقاء , ولا اللّون الأسـود دليل التلوّث
فقد يــدلّ الأبيـض على الخـواء , ويدلّ الأسـود على العمــق .
علّمتني الدّنيــــــــــا
أنّ طعنـة الظّهـر لاتعني بالضّرورة أنّك في المقدّمة
مقدار ماتعني أنّ إختيارك لحصن ظهرك كان خاطئـاً .
علّمتني الدّنيــــــــــــا
أنّ زمن الأقنعـة قد انتهى , وأنّ زمن الوجوه المزيّفة قد بـدأ ,
وأنّ الأقنعة ما عادت تستـــر وجوهاً لا يسـتـر بشاعتهـــا شئ
علّمتني الدّنيـــــــــــــا
أنّ كلمة أحبّك أمست أغنية , نسمعهــــا بـــزِرّ , ونسكتهـــا بـزِرّ آخر
وننسخها وفق احتياجاتنا , وندندن بهـــأ عند الفراغ كثيرا .
علّمتني الدّنيــــــــــا
أنّ هناك إخوة وأخوات لم تلدهم أمّنا
يحرصون على إضاءة عالمنا بكـلّ ما لديهـم من نـور ونقاء
ولا ينتظرون منّا حمداً ولا شكوراً
علّمتني الدّنيـــــــــــا
أنّ لا أمان يعادل وجود الأمان في الوطن
وأنت وطني كرامتي وهويّتي وإنسانيتي
قبل أن يكـون قطعة أرض وأوراقـاً رسميّة .
علّمتني الدّنيـــــــــــــا
أن أخفي مناماتـي الجميلة في داخلي وأنتظر وحدي بشارتهـا
فأخــوّة هذا الزّمان لا ينقصها سوى جُـــــبّ يوسف وقميصه الممزّق كذبـاً
علّمتني الدّنيــــــــــــــا
أنّهم خدعونـا حين علّمونــا
أنّ الكلاب الّتي تنبــح لا تعـض
وأنّ نباح كلاب القوافـل لا يُعرقل سيرها .
علّمتني الدّنيـــــــــــــا
أنّ
الكعكة بيد اليتيـم قد تتحــوّل إلي حديث المدينة كلّهـا وأنّ الباب الّذي
لا تأتــي منه الرّيـح قد يخنقنـا أغــــــــلاقه ولا يحمينــا
علّمتني الدّنيــــــــــــــا
أنّ الذّئـب لم يأكل ليلى رغماً عنهـا
وأنّ الجدّة ’ لستُ أنا هههه ’ تنازلت عن كوخهـا للذّئب بإرادتهـا
وأنّ زمن الجداّت الطيّبات قــد إنتهـى
هكـــذا علّمتنى وتعلّمت من الدّنيـــا