لماذا تبتعد

لماذا تبتعد؟
وسط الظلام أحسست بيد خلفى تمسكنى وتساعدنى لكى أصل إلى مكان مضئ وفجأة تلاشى الظلام والضوء عم جميع الأركان وبدون تفكير نظرت خلفى أبحث عن صاحب هذه اليد الحنونة, ولكن لم أجدت شئ فقط شممت رائحة عطرة هزت نبضات قلبى ومرت الأيام.

لماذا هذا اليوم مظلم؟ هلعت ثم أحسست أيضًا بيد حانية تمسكنى فأطمئننت لذلك وما حدث فى المرة الأولى حدث فى الثانية.

وأنا فى وسط طريقى أظلمت الأنوار فشعرت بالوحدة والخوف ثم أمتدت اليد كالعادة لتساعدنى وتساندنى وتختفى عند وجود النور, ولكن هذه المرة لم أتركها تختفى وتبتعد كالمرات السابقة وأصررت أن أبحث عنها وسط الطرقات, فهرولت كالمجنونة هنا وهناك أدقق فى هذا وهذه وأبحث فى تلك وذاك, ولكن كل الأيادى باردة ليست دافئة مثل التى تمسكنى لتساعدنى, كنت حمقاء حينذاك عندما ظننت أن كل الأيادى متشابهة ولكن كيف يتساوى الدافئ مع البارد؟.

واستمريت فى طريقى وبحثى حتى رأيت صاحب هذه الأيد, كان هناك يجلس وحيدًا خافيًا وجهه وسط يديه الحنونة الدافئة, نعم أنها تلك اليد التى أبحث عنها ولكن من صاحبها؟

اقتربت من هذا الرجل لأدقق فيه النظر لعل أعرفه, وعندما أزحت يده عن وجهه تساقطت مع عنيه الحنونتين دمعات ليست كالمعروفة بل كانت ممتزجة بحرقة غيرت لونها الأبيض, مدت يدى لأمسح تلك الدمعات ولكن أحرقتنى فأبعدنى خوفًا على منه.

هل أنت هو؟ لماذا تبعدنى عنك؟

لقد عرفته أنه حلم أحرق فؤادى ذات يوم وتركنى وحيدة أتجرع كأس العذاب ظانًا بذلك أنه يساعدنى, أبتعد لكى يحمينى من نفسه لأنه يعشقنى اكثر من نفسه ذاتها وظن أن هذا االبعد يسعدنى ويحمينى من غدر الأيام.

كيف؟! وهذا البعد مزقنى وحرقنى بدمعات لم تكن فى الحسبان.

كانت يده معى دائمًا تنتشلنى من الظلام وبقى عاشقى حلم يراودنى كالسراب.

أبتعد ليحمينى ولكن أحرقتنى الدمعات وأصبحت مثله بقايا إنسان

اشكر مرورك الكريم اخي الغالي و مرور متقبل دائماً دون طلب اهلاً بك دائماً بيننا

يسلمووووووووووووووو موضوع رائع

يسلمو ايديكي ملكة على مرورك الرائع مشكورة