كيف ييسر عليك العمل الصالح
إن مما يحتاجه المترقي في منازل السائرين إلى الله أن يتعرف على الطرق والأسباب التي تسهل عليه القيام بعملية الترقي في الأعمال الصالحة حتى لا تستثقل نفسه الطاعة فيتركها ثم بعد ذلك يبدأ في عملية النزول والتردي والعياذ بالله .
وهناك بعض الأسباب في الكتاب والسنة إذا أخذ بها الإنسان فإنه يوفق للعمل الصالح الذي عليه مدار نجاته في الدنيا والآخرة :
§ أولاً : كثرة الدعاء ، بأن تسأل الله تعالى دائماً التوفيق لفعل الخيرات وترك المنكرات .
- قال مطرف بن عبد الله رحمه الله : تذاكرت ما جماع الخير .. فإذا الخير كثير ، الصيام ، والصلاة ، وإذا هو في يد الله تعالى وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله ، فيعطيك ، فإذاً جماع الخير الدعاء .
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إني لا أحمل هَمَّ الإجابة ، ولكن أحمل هَمَّ الدعاء ، فإذا ألهمتُ الدعاء علمتُ أن الإجابة معه .
§ ثانياً : التـقـوى ، وهي اجتناب ما نهى الله عنه وهذا من أعظم أسباب التيسير وضده من أسباب التعسير فالمتقي ، مُيَسَّرَةٌ عليه أمور دنياه و أخراه ، قال تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } وقال{ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا }.
§ ثالثاً : أكل الحلال ، فإنه معين على العمل الصالح .. قال تعالى { يـأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم }.
- قال ابن كثير رحمه الله : فأكل الحلال معين على العمل الصالح .. ولذلك قرن بينهما .
- وقال سهل التستري رحمه الله : من أكل الحلال أطاع الله شاء أم أبى ، ومن أكل الحرام عصى الله شاء أم أبى .. فالواجب عليك أن تجتنب الحرام في جميع أحوالك وأمورك .
§ رابعاً : الصمت وترك مالا يعني .. قال صلى الله عليه وسلم : [ من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ] رواه الترمذي . فترك ما لا يعني يُحسِّن الإسلام .
- فترك ما لا يعني : ( وهو كل ما لا ينفع في الدنيا والآخرة من الأقوال والأعمال ، فلا يضيع وقتهُ بالهزل واللهو واللعب ، والاسترسال في الشهوات ، والانغماس في المباحات ، فضلاً عن المنهيات قال تعالى : { والذين هم عن اللغو معرضون } ، لأن واجبات المسلم أكثر من أوقاته ) .
وفي الحكمة : من اشتغل في مالا يعنيه حُرِم ما يعنيه .
§ خامساً : القول السديد .. وهو الذي لا اعوجاج فيه ولا إيذاء ولا نفاق ولا غيبة ولا تحقير ولا استهزاء بالدين ولا سخرية بالمسلمين ..
قال تعالى { يـأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم..}
- قال ابن كثير رحمه الله : يصلح لكم أعمالكم أي يوفقكم للأعمال الصالحة ..
انتبه .. انتبه : فصلاح اللسان سبب للتوفيق ..
§ سادساً : المجاهدة .. فإن من جاهد ، فإن الله لا يضيع عمله ، وإن من ثواب الحسنة حسنة بعدها .
قال تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } .
§ سابعاً : الصحبة الصالحة : فإن لها تأثيراً عجيباً في الحث والترغيب على الطاعة والعمل الصالح .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ]
رواه أبو داود.
- ذكر ابن القيم رحمه الله : أن الله أوحى إلى موسى عليه الصلاة السلام ( كن لي كما أريد أكن لك كما تريد )