بنت الزين عضو ذهبي
الــــدولــــة : الــجــنــس : الــمـهــنــة : الــهــوايــة : الــمــزاج : عدد المساهمات : 237 M M S : S M S : الاوسمة :
الاضافات مشاركة/share: قيم-الموضوع/Rate-Thread:
| موضوع: عشر سنوات على حرب الخليج التي ما تزال مشعّة الإثنين 29 أغسطس 2011, 18:58 | |
| ؟
لم أكن لأكتب في هذا الموضوع لولا مهرجانات تداعيات المناسبة. ونحن العرب (مناسبيون)، ربما ورثنا هذه الصفة، منذ نشأتنا الأولى،عن أجدادنا، خاصة الشعراء منهم، الذين كان يستبد بهم الحنين فيلجئهم للوقوف على أطلالهم، أطلال الزمن الماضي. أنا لا أكتب لكي أقف على أطلال حرب خرّبت على الأقل جزءا كبيرا من حياتنا. الذاكرة ومشتقاتها. الحنين بأكمله. الأفكار. والأحلام. أنا أكتب الآن لأن هذه الحرب لم تنته بعد ! على الرغم من أوزارها قد دفنت في رمال الصحارى، فليست الحرب شخصية إذن ! وإلا لما كنت قد وقفت عندها رغم التكاليف الغفيرة التي دفعها العرب، السعوديون والكويتيون والعراقيون......وباب المدفوعات طويل.
لم تنته هذه الحرب بعد لأسباب تتسع لها الصحراء. منها ما يوجع ومنها العابث بمصائر البشر، المستهين بأقدارهم. ومنها ما هو دون ذلك ومنها ما هو أكثر.
لم تنته هذه الحرب لأن الذي أوجدها ما يزال قائما، وقد اتخذ عليها أجرا !
لم تنته هذه الحرب لأن الذي أشعلها ما يزال يتغنى بأمجاد انتصاراته فيها دون كلل أو ملل، مذكرا بخيبات الجميع إلا خيبته هو الكبرى.
أو قل لأنه شخصيا يستمع فقط إلى نفسه في الصدى الجمهوري الموحش فلا يردد عليه هذا الصدى إلا ما يهدهد الضمير الداخلي المكذوب، والمحنى بالصدأ.
لم تنته هذه الحرب ما دام السيد الرئيس وحزبه سيئ الصيت، يلعبان بأمن العرب واستقرارهم كلما سنحت لهما الفرصة. فلا يترك الرجل أية فرصة للوئام سانحة إلا بددها عن عمد، أي مع سبق الإسراف والتمدد في الضلالة !
لم تنته هذه الحرب لأن ذات الرئيس أعلاه يحتجز مئات العرب المسلمين من أبناء الكويت وغيرها من الذين يرفع شعاراته الوحدوية الطنانة من أجلهم، يرفعها حتى ولو فوق الجماجم !
لم تنته هذه الحرب لأن الرجل يريد أن يخرج منتصرا ! تماما بعد عشر سنوات من اندحاره ! يريد أن يقول له العرب : أيها السيد الرئيس لقد انتصرت ! فأرح الآن !
لم تنته هذه الحرب لأن حالة الاحتراب والتوتر مازالت قائمة في المنطقة. وأمس استمتعت بتصريح لأحد المسؤولين الإيرانيين يدعو فيه العراق للكف عن توتير المنطقة ! الأول يريد ابتلاع الكويت أما الثاني ففي جعبته ثلاث جزر عربية إماراتية ويحاول أن يهدّئ الأول ! ولا يرى أن احتلاله لثلاث جزر عامل توتر في المنطقة !
هذه الحرب لم تنته، إذ لا يبدو أن البعض قد أخذ دروسا وعبر منها !
ولكن لاوجود لمناطق محرمة، لذا فإن هذه الحرب قد انتهت فعلا منذ زمن طويل ! لا لم تنته ! هذه هي الدوامة التي يراد لها أن تطحن ليل نهار قريبا من رؤوسنا !
لا أرى حلا لهذه المنطقة إلا بعراق جديد بلا أوهام، وإيران بلا عقد موروثة عن الأنظمة السابقة. عراق يحكمه أهله وليس هذه الفئة الطاغية الضالة المضلّة. وإيران متحررة من تبعات الماضي وفواتيره واحتلالاته. فقد حان لهذه المنطقة الاستراتيجية المهمة لأهلها وللعرب وللمسلمين وللعالم أن تنعم بالاستقرار والازدهار، وأن تلتفت أكثر للتنمية المشتركة بين دولها. وبالأمس حتى الكويت دعت، عبر جريدة الرأي العام، وتصريحات لمسؤولين كويتيين إلى رفع الحصار عن العراق، لأن هذه الورقة التي يلعبها النظام العراقي ضد شعبه باتت مكشوفة. وقدر قناعتي بعدالة قضية الأسرى الكويتيين، والشعب العراقي المعذب، فإنني لا أشك لحظة في أن هذا النظام ود لو طال هذا الحصار أكثر !
إن هذه الحرب لم تنته بعد بالنسبة للعراقيين، أعني كل العراقيين. من هم في السلطة الوحشية ومن هم خارجها وما أكثرهم. فالحرب ما تزال في الخطاب الرسمي (وهل ثمة غيره !) متمثلة بهذه الآلة الهائلة من الخطاب السياسي والأيديولوجي، والأغنيات كرافعة نفسية لوهم الانتصار. من أطنان التصريحات الموجّهة لكل الفئات ولكل الأعمار ! من التهديدات والوعيد الموزع بالتساوي على العالم . الحرب لم تنته لأنها منظمة في الداخل ضد العراقيين. في الأهوار. في الشمال. في الجنوب. لأن العراقيين في حصار مزدوج ودائم منذ المغامرة الرئاسية الأغسطسية! ولم تنته لأن المنفى هو المنفى. لأن الوقت ما زال كله بالنسبة للعراقيين هو للمنفى. ولم يعد منفيّ بعد من أقصى حنينه. لأن الأمراض تقصف بلا رحمة. والأوبئة ارتدت اللباس العسكري ضدهم ولم تضع أوزارها بعد !
لأن الكويتيين يتناوبون الذهاب إلى الحدود للتأكد من عدم انتهاكها. لأن الأمهات الكويتيات ينتظرن عودة أبنائهن. لأن عائدات المنطقة تذهب على التسلح أكثر مما تذهب للتنمية والتصنيع.
ولأن اليورانيوم يشع في المنطقة ! فإن هذه الحرب لم تنته بعد! وإن انتهت رسميا بالتأكيد، لكن آثارها ما تزال مستمرة .
والآن وبعد مضي كل هذه السنوات ألم يحن لهذا القاتل أن يترجل ؟!
أليست حربا جاهلية تلك التي لا يرغب الرجل فيها حتى أن يصالح !
هل قُتل له كليب في الكويت حتى لا يصالح !
ومن سرق أيضا نفطه المقدس ؟
ماذا يعني هذا الهيام الخالد باستنزاف المنطقة مالا وإنسانا وأرضا وسماء ؟
لقد تعبت الناس حقا من هذا الهراء. خاصة أنه بلا قضية. وخاصة أنه إلهاء عن قضايا العرب والمسلمين الكبرى. وتفرغ للإحتراب على طريقة الجاهلية. فلا فلسطين أفدت ولا البصرة !
ما يحتاجه الإنسان في هذه المنطقة العربية الإسلامية هو فتح للحدود، ليس للجيوش ولكن للبضائع. للتكامل الاقتصادي غير المرهون بالأيديولوجيا. للحوار الثقافي. التبادل الإنساني. وليس لمدافع التصريحات والتهديدات. لنسائم الأمن والحرية والتنمية، بحيث تتفرغ حكومات هذه الدول لبرامجها الوطنية، وليس لهذا الاستنفار المكلف. فليكف إذن هذا الرجل الذي فضحنا طيلة ثلاث حقب متواصلة بحروبه التي قتلت الكثيرين ................ ماعدا الصهاينة ! | |
|