بنت الزين عضو ذهبي
الــــدولــــة : الــجــنــس : الــمـهــنــة : الــهــوايــة : الــمــزاج : عدد المساهمات : 237 M M S : S M S : الاوسمة :
الاضافات مشاركة/share: قيم-الموضوع/Rate-Thread:
| موضوع: خليفة اللّه في الارض الثلاثاء 20 سبتمبر 2011, 20:18 | |
| ثانيا ـ خليفة اللّه في الارض :
1 ـ في المصطلح الاسلامي :
ورد ((خليفة اللّه في الارض)) في المصطلح الاسلامي بمعنى من اصطفاه اللّه من البشر وجعله إماما للناس وحاكما.
وقد ورد بهذا المعنى في قوله تعالى في سورة البقرة :
( وَإذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إنِّي جاعِلٌ في الارْضِ خَلِيفَةً... ) (30).
وفسّر بعضهم الاية بأنّ اللّه تعالى جعل آدم (ع) خليفته في الارض؛ وفسّرها آخرون بأنّ اللّه تعالى جعل نوع الانسان خليفته في الارض، ويؤيّد التفسير الاوّل قوله تعالى في سورة (ص) :
( يا داوُدُ إنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً في الارْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ ) (26).
فإنّه لوكان معنى الاية الاُولى : إنّ اللّه جعل نوع الانسان خليفته في الارض فلا معنى عندئذ لتخصيص داود (ع) بجعله خليفة اللّه في الارض من بين نوعه الانساني الذي كان اللّه قد جعله خليفته في الارض قبل داود (ع) ومع داود(ع) وبعده.
وقد استعمل خليفة اللّه بهذا المعنى في روايات أئمة أهل البيت (ع)(219).
جعل اللّه خلفاءه أئمة للناس:
وقد جعل اللّه تعالى خلفاءه في الارض أئمة للناس وآتاهم الكتاب
والنبوّة، كما أخبر اللّه تعالى عن إبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب في سورة الانبياء وقال :
( ... وَكُلاّ جَعَلْنا صالِحينَ * وَجَعَلْناهُمْ أئِـمَّـةً يَهْدُونَ بِأمْرِنا وَأوْحَيْنا إلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْراتِ وَإقامَ الصَّلاةِ وَإيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ ) (72 ـ 73).
وقال جلّ ذكره في سورة الانعام :
(وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ وَوَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ وَيَعْقُوبَ
كُلاّهَدَيْنا وَنُوحا هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ... * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإلْياسَ... * وَإسْماعِيلَ وَاليَسَعَ وَيُونُسَ وَلوطا وَكُلاّ فَضَّلْنا عَلى العالَمِينَ * ... وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * ... اُولئِكَ الذِينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ) (83 ـ 89).
إذا فإنّ من جعله اللّه خليفة في الارض يحكم بين الناس، جعله ـ أيضا ـ إماما لهم يهديهم بكتاب اللّه ويبلّغهم شريعته. وبناءً على ذلك يكون أهمّ وظائف خلفاء اللّه التبليغ. كما ورد التصريح بذلك في قوله تعالى :
أ ـ في سورة النحل :
( فَهَلْ عَلى الرُّسُلِ إلاّ البَلاغُ المُبِينُ ) (35).
ب ـ في سورة النور (54) وسورة العنكبوت (18) :
( وَما عَلى الرَّسُولِ إلاّ البَلاغُ المُبِينُ ).
ج ـ وأمثالهما في سور :
آل عمران (20)، والمائدة (92، 99)، والرعد (40)، وإبراهيم (52)، والنحل (35)، والشورى (48)، والاحقاف (35)، والتغابن (12).
ثمّ إنّه لا يبلّغ عن اللّه عزّ وجلّ إلاّ رسول يوحى إليه، أو وصيّ عيّنه اللّه لذلك. كما نجد مثالا له في خبر تبليغ الايات العشر الاُولى من سورة براءة كالاتي تفصيله :
أ ـ في مسند أحمد وغيره واللفظ لمسند أحمد قال :
((عن علي قال : لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبي (( دعا النبيّ (( أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكّة، ثمّ دعاني النبيّ (( فقال لي :
أدرك أبا بكر، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبيّ (ص) فقال : يا رسول اللّه ! نزل فيّ شيء ؟ قال : لا. ولكن جبرئيل جاءني فقال : لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك))(220).
ب ـ في تفسير السيوطي عن أبي رافع قال :
بعث رسول اللّه (ص) أبا بكر (رض) ببراءة إلى الموسم، فأتى جبرئيل (ع) فقال : إنّه لن يؤدّيها عنك إلاّ أنت أو رجل منك، فبعث عليّا (رض) على أثره حتّى لحقه بين مكّة والمدينة فأخذها فقرأها على الناس في الموسم(221).
ج ـ وفي رواية اُخرى عن سعد بن أبي وقّاص قال :
((إنّ رسول اللّه (ص) بعث أبا بكر (رض) ببراءة إلى أهل مكّة، ثمّ بعث عليّا (رض) على أثره فأخذها منه. فكأنّ أبا بكر (رض) وجد في نفسه فقال النبيّ (ص): يا أبا بكر ! إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي))(222).
في هذا الخبر أرسل الرسول (ص) صحابِيَّهُ أبا بكر لتبليغ عشر آيات من صدر براءة إلى المشركين في حجّ العام التاسع للهجرة، فأتاه جبرئيل ـ أمين وحي اللّه ـ وقال له : إنّه لن يؤدّيها عنك إلاّ أنت أو رجل منك. أي إنّ تبليغ عشر آيات من سورة براءة للمخاطبين بها مباشرة وظيفة تبليغية خاصة بالرسول، ولن يؤدّي هذه الوظيفة عن الرسول إلاّ هو أو رجل منه وهو عليّ بن أبي طالب وصيّه على شريعته. كما ستأتي الروايات في تعيين الوصيّ
للرسول (ص) في بحث الوصية إن شاء اللّه تعالى، ومن ثمّ ندرك أنّ التبليغ عن اللّه مباشرة وظيفة وولاية للرسول ووصيّه
| |
|