الحمار
الوفي
انا حمار وفي ، اطيع سبدي واصغي اليه ، انحني له اجلال
وابجله ، اسمع الكلام ولا اعترض ، يركب على ظهري ، يذلني ويضرب على قفاي وانا
ابتسم ، اذهب الى زريبتي في الليل وانام بين الاقذار ، واستيقظ في الصباح
مستعدا للضرب دون اعتراض ، فأنا حمار ، استحمل الاهانة والويل لي لو ابيت ان
اطيع ، فعلي ان لا ابالي لو صرخ سيدي وقال ـ هش هش يا جحش يا حمار ، فأنا
تعودت على الاهانة ، كما تعود سيدي على شتمي ليل نهار ، احمل الاثقال على
ظهري في ايام البرد والحر ، في الجو الممطر والمثلج ، واذا ابيت مصيري وقلت
لا ، وضعني سيدي في الزريبة واقفل علي دون اكل ولا ماء ، آكل بقايا من الشعير
المعفن ، واغلق فمي وارضى بمصيري ، وما هو مدون ، علي السكوت والطاعة ، رغم
ان سيدي ليس افضل مني ، فهو الآخر له اربعة ارجل وذيل ، فهو ايضا حمار .