مملكة و منتديات سهاد القلب الموقع الرسمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
موقع سهاد القلبموقع سهادالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلاعلاناتاتصل بنادخول
انت متصل باسم
آخر زيارة لك كانت
لديك 1 مساهمة
ثمة هنا مجتمع باذخ بالعطاء مسرف في الاحاسيس ينتظركم بكرم السيل من مجتمع سهاد القلب إلى اصحاب المشاعر و الاحاسيس

 

 سهاد عكيلة - كاتبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة اللوتس
مشرفة قسم
مشرفة قسم
زهرة اللوتس


الــــدولــــة : سهاد عكيلة - كاتبة My_own20
الــجــنــس : انثى
الــمـهــنــة : سهاد عكيلة - كاتبة Collec10
الــهــوايــة : سهاد عكيلة - كاتبة Painti10
الــمــزاج : سهاد عكيلة - كاتبة Pi-ca-30
عدد المساهمات : 231
M M S : سهاد عكيلة - كاتبة Aa2210
S M S : مملكة و منتيات سهاد القلب الموقع الرسمي
الاوسمة : سهاد عكيلة - كاتبة Ie610

الاضافات
مشاركة/share: سهاد عكيلة - كاتبة Button1-share
قيم-الموضوع/Rate-Thread:

سهاد عكيلة - كاتبة Empty
مُساهمةموضوع: سهاد عكيلة - كاتبة   سهاد عكيلة - كاتبة Icon_minitimeالأربعاء 26 أكتوبر 2011, 15:06

فـي أمان الله… يا أم علاء


سهاد عكّيلة




سبعة عشر عاماً… تلك هي صحبتي معك يا أم العلاء في مسيرة الدعوة…

شريط من الذكريات: لقائي الأول بك… دروسنا… رحلاتنا… نزهاتنا… اجتماعاتنا… اختلافاتنا في وجهات النظر، ومناكفاتنا التي لم تكن تفسد قلوبنا… شغبنا الذي كنا نعاقَب عليه أحياناً… وَشْوَشاتنا وهمساتنا في الحلقة أو في اجتماع إدارة القسم النسائي، وتنبيه شيخنا المكلوم زوجك أدامه الله ذخراً لدعوتنا: يا فلانة ويا فلانة كفى همساً، ويوصي بعضنا بعضاً بألاّ نفعل بعد الآن… ثم نعود…

سنوات عشناها معاً بحلوها ومرّها في ظلال الدعوة… لن ننساها…



أم العلاء… هل شهدتِ لطف الله بكِ؟

لقد يسّر الله لكِ دورة تدريبية في إعادة صياغة النفس وصَقل الروح لتكوني أهلاً للقائه تعالى، بين فقرتيها استراحة عمرة…



يا ألله… ما أحلى هذه الخاتمة!

دورة لا ترقى إلى مستواها كل دورات بناء النفس في العالم، ولا إلى جزء يسير منها.

دورة كانت بقضاء الله وقدره وسابق علمه، وبلطفه وإكرامه لأمَته: تطهيراً للذنوب ورفعاً للدرجات، بإذن الله، نحسبك من شهداء الآخرة.



فمن عجائب صنع الله بكِ أنْ شفاكِ فجأة وأنتِ في غمرة المرض وشدّته… حالةٌ حيّرت الأطباء: إذ ذهبت الخلايا الخبيثة بنسبة 85 ٪، مما مكّنكِ من الذهاب إلى العمرة…



سبحان الله… لك يا ربنا مع خلقك شؤون… فقط لتذهب أم علاء إلى العمرة؟ ثم تعود إلى المستشفى مباشرة ليعاودها المرض… أشدّ من ذي قبل!!! لا إله إلا الله…



في المرة التي زرتك فيها - قبل أن تغيبي لثمانية أسابيع متواصلة - مع بعض الأخوات، كنا نحدثك عن أخبار الدعوة، وتوقفنا عند مشاركة منبر الداعيات في حفل مسابقة اللغة العربية الأولى في تركيا، فقلتِ بأننا بحاجة لأن نذهب في رحلة سياحية معاً إلى تركيا لنرفِّه عن أنفسنا، فكنا نمازحك فتقول إحدانا: أنا سأكون خادمة لكِ، وأخرى: أنا أغسل لكِ قدميكِ، أما أنا فقد مازحتُك قائلة: أما أنا فسأطبخ لكِ سندويشاً من اللبنة مع الخبز الأسمر… وتضاحكنا… ولسندويش اللبنة هذا - أعِزّائي - قصة… كانت أم علاء مرة في مركز القسم النسائي عندنا وجاعت جوعاً شديداً أثناء متابعتها لأمور الدعوة؛ فقمتُ بإعداد شطيرة من اللبنة لها، وكانت سابقة مني، فهذه ليست من الخدمات التي أقدمها عادة، إذ لكل واحدة منا نوع معين من الخدمات… فمازحتها قائلة: تفضلي… طبخت لكِ سندويشاً من اللبنة… فكانت سعيدة بها جداً، وأصبحت تتندر بهذه السابقة - بأنني «طبخت لها» - أمام بعض الأخوات…

آه… كم يخطط الإنسان لحياته… وكم من الأقدار قد نُسِجت له في الخفاء وهو لا يدري!



وفي المستشفى… عندما كان بعضنا ينحني ليقبِّل يدك أثناء مرضك، كنتِ من تواضعك تسحبينها بإصرار وتنحنين بدورك لتقبلي أيدينا… ونبكي… وتقبيل الأيادي ليس عادة عندنا، وقد كنا أثناء مرضك نتودد إليك بذلك ونُظهر لك حبنا… وهذا يذكِّرني بحافظة ومدرِّسة لكتاب الله أربعينية، دخلتُ عليها وهي تُقرئ النساء، وصافحتها - وبيننا صحبة رغم صِغر سنّي وقتها - فرفعتْ يدها وقالت: قبِّلي يدي! فنظرتُ إليها نظرة عتاب واستهجان وابتسمتُ بتعجب ثم دفعتُ يدها بلطف وقلت: سامحكِ الله، واتخذتُ مكاناً لي، وقد سقطت من عيني في الوقت الذي كانت تطلب لنفسها فيه العظمة والتمجيد!!!



لقد أحدث مرضكِ هذا تحولاً جذرياً في نفسك… وقد شهدنا ذلك، إذ كنت تردِّدين على مسامعنا بأنك راضية وسعيدة بهذا الابتلاء، وذكرت مرة ونحن نزورك في المستشفى بأنكِ تشعرين أن ابتلاءاتك لم تنته بعد… وبالفعل، ما انتهت إلا عند استقبالك أول أيام حياة البرزخ! نسأل الله أن يرزقكِ فيها السعادة والطمأنينة والرضا.



سنوات عشتها معكِ في تواصل دائم على مدار النهار بحكم عملي في القسم النسائي (في المجلة وفي الدعوة)، حيث كان بيننا خط داخلي مفتوح، نناقش من خلاله شؤون الدعوة وشجونها، وكذلك في المساء… فتكاد لا تخلو ليلة من تواصل لاستكمال متابعة الأمور، أو لمعرفة أخبار جديدة على صعيد دعوتنا… فضلاً عن لقاءاتنا الأسبوعية الثابتة التي لم تكن تقل عن ثلاثة أو أربعة… وانقطاع كل هذا شكّل فراغاً كبيراً.



يا ألله… كيف ننسى؟

ولعل من لطف الله بنا وبزوجك وبأبنائك وبأهلك، وكذا من حفظه لدعوتنا، أن جعل ذلك التمهيد لنا قبل رحيلك: حتى لا يكون وقع الغياب أشدّ - وهو شديدٌ شديد - وحتى نوزّع أعمالك على عدد من الأخوات ليُكملن المسيرة ويرفعن اللواء من بعدك، وما منا مَن تستطيع أن تملأ مكانك ومكانتك، نسأل الله الإعانة والتسديد.



أما أنت يا شيخنا الكريم، فقد ضربتَ مثالاً رائعاً في الوفاء الزوجي، قلما نجد نظيره في عصرنا هذا، وأنا سأقترح على الذين يكتبون التاريخ المعاصر أن يضيفوا قصتك مع زوجك، التي لا تدانيها قصة قيس وليلى، وعنترة وعبلة، وجميل وبُثَينة… وغيرهم من رموز العشق الجاهلي…



فمن أول يوم مرضها كنت وحدك خلية نحل في تجنيد الناس جميعاً للدعاء لها: اتصالات متواصلة في الداخل والخارج: ادعوا لأم علاء بالشفاء… ومثلها بالأطباء، واجتماعات معهم لتدارس حالتها ووضعها الصحي، وسعي حثيث لإيجاد العلاج الناجع… حركة دائمة لا تهدأ…



أما مشاعر الزوج المجروح… فحدثوا عن رُقيِّها ولا حَرَج، أنا أنصح الرجال بأن يطالبوا شيخنا الكريم بدورة في الوفاء… فما سألناه يوماً عن حال أم علاء - وقد كان هذا ديدننا عند افتتاح أي اجتماع أو درس، أو في معظم اتصالاتنا به… فما ذكرها وذكر حالها إلا فاضت عيناه طويلاً… وهكذا طيلة فترة مرضها، ويذكرها دائماً بالخير، ويقول لنا: إنها والله تحبكن كثيراً وتفتخر بأخوّتكن…



وقد ذكَرتْ لنا أم علاء - طيَّب الله ثراها- عندما زارتنا مرة في الاجتماع الإداري بعد غياب طويل، بأنك تبالغ في تدليلها ورعايتها وإظهار الحب لها والتودد إليها… وكانت متأثرة جداً بذلك… ولا عجب أن يكون منك هذا وأنت من أهل حديث رسول الله ، ولا شك بأنك مقتفٍ في ذلك لأثره، وأنت الحريص على تطبيق السُّنة، نحسبك كذلك والله حسيبك، ولا نزكيك عليه تعالى.



فليعد كل زوج إلى نفسه ليراجعها، كيف هو وفاؤه لزوجه، وليتعلم كيف يكون الحب، وكيف تكون العِشرة بالمعروف…



وبعد موتها، كانت لها محطة عند بناتها وأخواتها ومُحباتها المجتمِعات لتلقي التعزية بها في دار الدعوة… كان مشهداً مهيباً لا تعبر عنه الكلمات؛ فعندما حُمل إلينا نعشها - ما أصعبها من لحظة لولا أن ربط الله على قلوبنا - دخل الشيخ حسن وأثنى عليها خيراً، وذكر بعضاً مما أكرمها الله به أثناء مرضها، ودعا لها طويلاً، وطلب من الجميع مسامحتها، وبكى وزاد من بكائنا… وصلينا عليها الجنازة… ثم قبّل رأسها قائلاً: يا حبيبة القلب، يا رفيقة دربي وسندي في الدعوة يا أم العلاء… وتركها لنا كي نودّعها… ترك بَضْعة من قلبه عندنا… ثم عاد ليأخذها مع أبنائها ومحارمها… ولم ينس في المرتين أن يدعو لدين الله… هذا ديدنه، حتى في الأوقات العصيبة التي كنا نشعر فيها بأن قلوبنا ستخرج من ضلوعنا… حسبنا الله ونِعم الوكيل، صبّرك الله يا شيخنا على فراق الزوجة الحبيبة الصاحبة وربط على قلبك كما ربط على قلب أم موسى… آمين.



وأما أنتن يا بناتها الحبيبات: فكفاكن فخراً أن والدتكن كانت أم المساكين… ما كانت تردّ صاحب حاجة، بل تُلح في السعي في حاجته حتى تقضيها له… وكفاكن فخراً أنها لم تكن من صاحبات مجالس السوء، ولم تدعُ إلا إلى الخير، ولم تدلّ إلا عليه، وكفاكن أنها كانت مثالاً للمرأة الصالحة في حجابها الشرعي حتى وهي بين الغفوة والصحو في مرضها، كانت تشير إليكن حتى لا يدخل عليها رجل وهي كاشفة لوجهها… وأنها كانت مثالاً في تواضعها الواضح الظاهر لكل من يتعامل معها، وفي طيبة قلبها، وفي… وفي… خلالٌ كثيرة تركتها لكُنّ، وأنتن أعرف بها… ونثق بإذن الله بأنكن ستسرن على الدرب نفسه، وسيزيد تعلقكن بالدعوة التي تشهد بأن أمّكنّ بذلت كل جهدها وطاقتها لكي تنهض وتنطلق وتستمر.



أم العلاء… نشعر بعد فَقدكِ بفراغ في قلوبنا…

ستفتقدكِ مجالسنا، واجتماعاتنا؛ فأثناء مرضك كنا نكتبكِ في خانة الغياب، أما الآن فقد انتقلتِ من صفحة محضر الاجتماع إلى صفحات قلوبنا…



ستفتقدكِ جميع نشاطاتنا التي كنت تتحرقين لكي تكون على أحسن صورة… ستفتقدكِ الإفطارات التي ما كنا نرضى أن نقيمها في كل رمضان إلا عندما تأتين من سفركِ لخدمة دعوة الله، ولتأمين كفالات الأيتام وطلاب المدارس والجامعات، ولتأمين الدعم المالي للصرح التربوي الطّموح: المدرسة الدولية - آفاق, التي نبنيها… ستفتقدكِ معايداتنا في الفطر والأضحى من كل عام… ستشتاق لك أخواتك خارج لبنان في البلدان التي كنتِ تسافرين إليها… سيشتاق لكِ كل من تعامل معك ولو لمرة… ستفتقدكِ رفيقات دربك في مسيرة الدعوة كثيراً كثيراً.



وحسبنا أنّ في مرضك وعمرتك وفي العلامات التي ظهرت عليكِ في آخر أيامك ولحظاتك ما يدل على حُسْن الختام.



جزاك الله خيراً عنا وعن كل مَن أفدتِه ولو بلفظة، والحرّ - كما قال الإمام الفقيه المربي الشافعي - من راعى وداد لحظة، وانتمى لمن أفاده لفظة… فقد وضعتنا على أول الطريق وسرنا نتسابق فتسبقيننا ولا نكاد نلحق بكِ…



نسأل الله تعالى الذي جمعنا في الدنيا على طاعته أن يجمعنا في الفردوس الأعلى أخوات متحابات على سررٍ متقابلات نستذكر معاً أيامنا الخوالي: (الأَخِلّاء يومئذٍ بعضُهم لبعضٍ عدوٌّ إلا المتقين)، اللهم اجعلنا من المتّقين يا أرحم الراحمين…

أم العلاء… من ثقتنا بالله، لن أقول لكِ وداعاً… بل إلى اللقاء، وأردد مع الشاعر:



مولانا يا رجانا مَن فيكَ الحُبُّ كانْ

إنْ عَزّ هنا لقانا فاجعله لنا الجِنانْ



ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنّ العينَ لتدمع، وإن القلبَ ليحزن، وإنا على فراقكِ يا رفيقة الدرب لمحزونات محزونات محزونات. والحمد لله رب العالمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سهاد عكيلة - كاتبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سهاد
» اسم سهاد
» سهاد قلب
» سهاد
» سهاد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة و منتديات سهاد القلب الموقع الرسمي ::   ::   :: منتدى الاخبار | Forum News |-
انتقل الى:  
سحابة الكلمات الدلالية
سهاد عكيلة - كاتبة Fb110

أنت غير مسجل في سهاد القلب للتسجيل .. اضغط هـنـا