موضوع: زراعة ونحت الاشجار لتحويلها الى تحف فنية ثابتة فى الارض تتحدى الزمن تشهد على موهبة الفنان وقدرته على الابتكار السبت 29 أكتوبر 2011, 23:36
يبد ان دور الاشجار لم يعد مقتصرا على طرح الثمار واهداء الظل و المظهر الاخضر المثالى الا انه امتد لتصبح مادة خصبة لابداع الفن والفنانين.
العالم مليئ بالاشياء التى تهدى الوحى المثالى وهذا الالهام لا تخطئه عين الفنان ، فما يفرق الانسان العادى عن الفنان هو الموهبة التى تخول له رؤية الجمال الذى انعم به الله علينا فى كل تفصيلة دقيقة من تفاصيل العالم الرحب الذى سخره لنا جل شانه.
وهذه بعض الامثلة لفنانين استوحوا من الاشجار مواد فنية و لوحة بيضاء استطاعوا تشكيلها لينتج عنها جمال وروعة لا يصدقان .
زراعة الاشجار بطريقة معينة لتنمو على شكل لوحات فنية لا مثيل لها
Axel Erlandson
هو فنان امريكى من اصل سويدى وهو مزارع ا ستقرت عائلته منذ صغره فى ولايه كاليفورنيا وامتهنوا الزراعة وتوارثوها كمهنة لهم .
وبدا اكسل فى مزرعة العائلة بزراعة اشجار معينة وباشكال وتنظيم معين بمعاونه بعض من اصدقائه واخواته .
ولم يكن يهدف اكسل ابدا الى ان يخلق فن جديد او يصبح الاب الروحى لحركة فنية يتراسها او ان يصبح فيما بعد اول من قام بممارسه هذا الفن فى العالم ولكنه كان يهدف فى المقام الاول الى الترفيه عن عائلته بعد يوم عمل شاق .واستمرت مرحلة الترفيه اكثر من عشرين عاما.
وبدات موهبة اكسل تتحول الى مهنة حقيقة فى عام 1945 عندما قامت ابنته وزوجته بزيارة الشاطئ وراوا الناس مصطفين ويدفعون الاموال لقاء مشاهدة بناية غريبة الشكل .
والتقط فناننا طرف الخيط وقام بشراء مزرعة صغيرة وبدا بزراعة انواع معينة من الاشجار وبشكل معين واعداد معينه حتى يستطيع بعد ذلك ان يطوعها لتصير اشكال فنية مميزة .كما بدا يتعلم اصول الزراعة الحرفية .
وبعد فترة من النحت والعمل الدؤوب تحولت المزرعة واشجارها السبعين الى مكان ليس له مثيل على وجه الارض.
وارسل اكسل بعض صور المزرعة الى روبرت ريبلى مالك موسوعة صدق او لا تصدق الذى نشر 12 مقال عن المزرعة يحكى فيها عن المزارع الموهوب الذى استطاع زراعة اشجار لها اشكال معينة من ضمنها شحجرة عندما نمت قامت بالانقسام وتحول شكلها الى مكعب كما حازت المزرعة على لقب افضل مزرعة فى العالم وأًطلق عليها لقب ” سيرك الاشجار”
ولم يستطع اى شخص معرفة السر فقد احتفظ به اكسل وعند سؤاله المتكرر عن كيفية زراعة مزرعته كان دائماً ما يجيب “انى اتحدث الى الاشجار.”
ويبدو ان التقدير المعنوى وحده لم يكفى فالمزرعة لم تحقق المكاسب المادية المرجوة منها حتى اضطر اكسل الى بيعها عام 1963 ثم سرعان ما توفى بعد ذلك ولم يعد احدا يتذكر هذه المزرعة واشجارها.
الا انه ولحسن الحظ احتفظ بها مالكها الجديد كما هى وحافظ عليها وعادت الى الاذهان مرة اخرى عام 1977 عندما تم تجديدها لتحويلها الى مكان ترفيهى ومركز تجارى كبير حتى يتم الاستفادة بالمنظر الطبيعى البديع.
والان وبع اكثر من ثمانين عاما نالت هذه المزرعة التقدير التى تستحقه وكثيرا ما ينظم فيها المعارض .
هو امريكى ولد عام 1858 ومات عام 1941 رجل عصامى وكان يعمل كمصرفى مرموق و رجل محافظ على الطبيعة له اهتمامات عدة ويتقن العديد من الموهب الحرف ومجدد ايضا فمثلا كان منزله هو الاول فى منطفته الذى كان يحوى على مياه جارية نظيفة .
وكان من هواة جمع التحف والمتقتنيات وذات يوم حين كان يتفاخر امام صديق له بقطعة اثرية يمتلكها فما كان من الضيف الا ان قال انها قطعة لطيفة وغضب “جون” وقرر امتلاك قطعة تسلب لب كل من يراها .
وفى القرن السادس عشر ضربت الشجرة بصاعق قوى من السماء ( الرعد والبرق) مما نتج عنه تجويف عجيب و ضخم فى جذع الشجرة ورغم ذاك الا ان الشجرة مازالت راسخة وثابتة الجذور فى الارض مما شجع اثنان من القساوسة على استغلال هذه الظاهرة الطبيعية وبناء داخلها اثنان من الاديرة للتعبد فيهم وسمى الاول ” سيدة السلام ” نسبة الى السيدة مريم العذراء والثانى ” غرفة هيرميس” وتم الربط بينهم عن طريق سلم حلزونى .
وللاسف الشجرة التى كافحت الحرق والظواهر الطبيعية لم تستطع تحمل التقدم فى العمر فمعظم اجذاع الشجرة تعرضت للتعرية وتم تركيب دعائم خشبية قوية لها تحسبا لسقوطها.
هى كنيسة رائعة تقع فى مدينة لوس انجلس بولتيه كاليفورنيا الامريكية بناها المصمم والمعمارى الشهير” لليولد رايت ” ما بين عامى 1949 و 1951 ويطلق علىها ايضا الكنيسة الزجاجية .
وكانت تستخدم فيما مضى كنزل و استراحة للمسافرين اما اليوم فهى دار مناسبات حيث يقام فيها اكثر من 800 زواج سنويا وياتى اليها العديد من الراغبين فى اقامة مراسم حفل زفافهم فيها من مختلف بلاد العالم.
والكنيسة محاطة بالاشجار المعمرة التى زرعت منذ اكثر من خمسين عاما مضت واخذت الان فى النمو والتفتح .
والكنيسة الان تتوسط مركز ترفيهى ونزل ومحلات لبيع الهدايا المختلفة ضخم لخدمة ضيوف حفلات الزفاف .