أذكر ذلك الشعور جيدًا ،،
كنت حينها في الحادية عشر من عمري حينما رأيت حبيبتي التي تصغرني بخمسة أعوام تخفي خلفها اصابع الشوكولاتة.
مزيج من المشاعر اجتاحني حينها ، ابتسامة راضية بحب أختي الصغيرة لي ولاهتمامها بما قد أشعر به من غبطة، ودمعة اختبأت في مكان ما حزنًا على اصبع الشوكولاتة الذي حكم علي قدري بألا أتذوقه مجددًا.
لم يكن باستطاعتي تغيير حقيقة أني مصاب بالسكري، ولا يمكنني تذوق طعم السكر مرة أخرى ،،
قبلت أمري الواقع على مضض ، وكنت دائمًا أفكر في إصبع الشوكولاتة وكيف لي أن أسرقه خلسة دون أن تشعر أمي.
لكنني سأكون انا من سأقوم في منتصف الليل عطشًا باحثًا عن مالا يروي ظمأي ، نتيجة ارتفاع السكر.
بعد 9 أعوام من ذلك اليوم ، أشعر برهبة وخوف شديدين بأن تتكرر أحداث تلك المشاعر مجددًا ، لكن بمقاييس أخرى إن صح التعبير.
أخشى أن يكون قدري قد حكم علي مرة أخرى بابسط حقوقي في الحياة ..
لم يمنعني هذه المرة عن قطعة حلوى ، بل عن أجمل مافي الكون ..
أتسائل الآن ، قبل أن تضح حقائق الأمور التي لا أعلم لأي وادٍ ستهوي بي ..
عن استطاعتي في تغيير القدر؟
وعن ردة فعل العالم من حولي الذين يكترثون لأمري ؟
أحلم بأن تملك الدنيا نصف ماامتلكته حبيبتي الصغيرة قبل 9 أعوام
أن يوجد أشخاص في هذا العالم لا يريدونني أن أشعر بألم في رأسي من شدة حزني ..
إن لم يكن من حقي أن أحلم بذلك ، فهل لي أن اختار أي جزء يكون مثل أختي مجددًا؟
أو إن كانت لي القدرة .. هل باستطاعتي أن أتلاعب بالقدر الذي أصابني ، وأحوله إلى مصلحتي الخاصة؟
….. هل سيعود نصف قلبي إلى صدري؟
( همسة أخيرة )
بعد 9 سنوات :
في ثلاجتي صندوق كامل من أصابع الشوكولاتة ، وبجانبها صندوق إبر .. وعبوة إنسولين سريع المفعول
فارس قاري ،
من مدونة فارس قاري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]