لنعرف: حقيقة مثلث برموداقبل
كتابة هذه الأسطر وبمجرد قراءتك لعنوان مثلث برمودا أول ما يخيل في بالك
بأنه تلك المنطقة التي تجذب الطائرات والسفن وتخفيها في أعماق البحار أو قد
تختفي للأبد، هذا هو الشائع بدون تفاصيل عن الحوادث التي حصلت في تلك
المنطقة، لكن قبل أن نتأكد من تلك الحقائق يجب علينا معرفة الحوادث التي
حصلت في تلك المنطقة لنتأكد هل هي حوادث طبيعية بالكامل (أمواج عالية، مجال
مغناطيسي قوي أو عواصف)، أو عوامل غير طبيعية كالأطباق الطائرة أو حتى
الشيطان –كما يعتقد البعض- أو قد يكون مجرد خيال لكن العلم سيضع لهذا اللغز
حلاً مقنعاً، إذ قامت مؤسسة
National Geographic بإعداد برنامج وفيه تفسيرات لجميع الحوادث التي حصلت في المنقطة.
أين يقع مثلث برمودا؟مساحة
مثلث برمودا 1,300,000 كيلومتر مربع ويقع بين فلوريدا وبورتوريكو وبرمودا،
لذلك سمى بمثلث برمودا، ويقع في أخطر مساحة مائية في العالم وقاع محيط
متغير اللون.
بداية أسطورة مثلث برمودا
الرحلة 19بدأ
تسليط الأنوار على هذه المنطقة وإعادة القصص المخيفة لها أثناء اختفاء
خمسة طائرات في 1945، أثناء قيامها بتدريبات في تلك المنقطة واشتهرت تلك
الحادثة باسم "اختفاء طائرات الرحلة 19"، أثناء إقلاع الرحلة 19 كانت
السماء صافية وبعد دخول الرحلة 19 لمنطقة برمودا أعلن تشارلز تايلور
المسئول عن الرحلة عن توقف البوصلة وضعفت إشارات الارسال ما بين الرحلة 19
وبين أبراج المراقبة والقاعدة الحربية، واختفت عن الرادارات مع انقطاع
الاتصال. أقلعت طائرات إنقاذ للبحث على أثر الرحلة 19 لكن لا وجود لشيء
بعد عدة أيام من البحث في الجو والبحر ومما أثار الدهشة هو اختفاء طائرة من
طائرات الانقاذ في نفس المنطقة والنتيجة هي اختفاء 6 طائرات و 27 شخص منهم
14 قبطان بدون أي أثر في منطقة مثلث برمودا.
اختفاء سفينة U.S.S. Cyclopsفي
عام 1918 انطلقت سفينة U.S.S. Cyclops وهي سفينة نقل فحم حجري ضخمة تزن 19
ألف طن وطولها 150 متر أبحرت من باربيدوس وكان من المفترض أن تصل بعد
أسبوع لكنها منذ 90 عاماً لم تصل، وهي الحادثة الأغرب في تاريخ البحرية
الأمريكية.
اختفاء ووتش كرافت
وهي الأكثر إرباكا فقبل أربعين
عاماً أنطلق مركب صغير الحجم مجهز بكل وسائل الأمان والطوارئ وسترات النجاه
لنقطة قريبة من منطقة مثلث برمودا، مع اقتراب الساعة التاسعة ليلاً وصل
لخفر السواحل اتصال من المركب يعلن فقدان السيطرة عن المركب ومع انطلاق سفن
الانقاذ ووصولها بعد 19 دقيقة كان المركب قد اختفى وأخذ الشخصين معه.
بداية التحليل:1- النجوممن
المعروف أن البوصلة تشير إلى الشمال وقد ساعدت البوصلة الرحالة القدماء في
معرفة اتجاهاتهم ومنهم كريستوفر كولومبوس فقد كتب أثناء رحلته الاستكشافية
قبيل وصول أمريكا –منطقة المثلث- كانت البوصلة قد انحرفت 6 درجات بعيداً
عن النجم القطبي وذكر كذلك مشاهدة نجوم غريبة في السماء تظهر بين الحين
والآخر.
2- الدوامات الشريرةمثلث
برمودا ليس وحيداً في أرضنا فقد اكتشف العالم الطبيعي أندرسون عدة مثلثات
وأطلق عليها اسم الدوامات الشريرة وهي تتفق مع مثلث برمودا في بعض الخصائص
وهي مشهورة بالتغيرات الحرارية والتيارات المائية العنيفة والمشاكل
المغناطيسية، وأشهرها "بحر الشيطان" وهي منطقة موازية لمثلث برمودا بالقرب
من اليابان حيث اكتسبت شهرتها عند اختفاء 9 سفن في مدة قصيرة، وقال العالم
أندرسون بأن هذه المناطق تحتوي على مشاكل مغناطيسية كبيرة لا يوجد لها
تفسير علمي لحد الآن.
3- تيار الخليجهو
نشاط لتيار بحري قوي وسريع ينتقل من البحر الكاريبي حتى شمال المحيط
الأطلسي ويعتقد عالم المحيطات أرتن بأن التيار قادر على عدم ترك أي أثر
للسفن أو الطائرات بسبب التشتيت الهائج، النظرية هي عند بداية غرق سفينة
يمكن لهذا التيار نقلها لعدة كيلومترات بعدة ثواني بدون شعور الطاقم.
4- أعمدة الماءأعمدة
الماء والعواصف البيضاء من العوامل الطبيعية في مثلث برمودا حيث تبدأ هذه
العواصف فجأة وتختفي بعد وقت قصير وهي قادرة على تحطيم سفينة صغيرة أو
طائرة تزن 9 طن كذلك أمواج منطقة مثلث برمودا قد تصل لارتفاع 35 متراً حيث
كانت البحرية الأمريكية أثناء مراقبة الأمواج تبلغ عن وجود امواج تزيد عن
30 متراً وهذه الأمواج بالطبع قادرة على إغراق سفينة كبيرة وملئها بالماء
أو قلبها حتى وقد تحدث هذه الأمواج نتيجة زلازل تحت سطح الماء لذلك وجود
البحر الهائج مع زلزال في قاع البحر وتيار الخليج فتكون النتيجة أمواج
كارثية في منتصف البحر، لكن هل أثرت الأمواج العالية على الرحلة 19؟
النتيجة:كان
جميع أفراد الرحلة متمرسين لكن كان قائد الرحلة تايلر وهو طائر مبتدئ
وكانت هذه الرحلة الثانية له، وبعد ساعة أعلن أنه ضائع وأن البوصلات لا
تعمل وبرأي الخبراء أنه كان مرتبك لدرجة لم يثق بالبوصلات وهذا شيء طبيعي!
لكن هل الأربعة طائرات الأخرى تعطلهم بوصلاتهم؟
كان هناك شخص واحد
استطاع تحديد موقعهم بحسب التسجيلات على الراديو لكنهم كانوا في الوقت
الضائع حيث علقوا داخل عاصفة مع اقتراب نفاذ الوقود وارتفاع الأمواج فأن
تحطم الطائرة مباشرة لدى سقوطها بالماء هو أمر لا مفر منه، وكذلك الحال مع
إحدى طائرات الإنقاذ بسبب انفجارات في محزن وقود الطائرة والشاهد على ذلك
طاقم سفينة شحن بحسب شهادتهم شاهدوا انفجار في السماء بعد وقت قليل من
إقلاع طائرات الانقاذ.
أما في حالة كريستوفر كولومبوس فمن المعروف
بأن البوصلة لا تدل على جهة الشمال بل على الشمال المغناطيسي وحيث أن
الشمال المغناطيسي يبعد عدة كيلومترات عن الشمال الحقيقي فإن إشارات
البوصلة تتغير كلما تنقلنا على الأرض، لم يكن الحل موجوداً أيام كولومبوس
لكن البحارة اليوم لديهم قدرة على التعامل مع هذا الشيء.
وسفينة
U.S.S. Cyclops وقتما أبحرت كانت حمولتها أكثر من 4,500 طن وهي حمولة أكثر
من اللازم والاعتقاد الأكبر بأنها غرفت بين الأمواج نتيجة انقلاب السفينة
بين الأمواج، ففي عام 1986 أكتشف غطاس من البحرية الأمريكية سفينة على بعد
110 كيلومتر قريبة من موقع اختفاء سفينة U.S.S. Cyclops، وبعد سنوات عندما
شاهد صورة U.S.S. Cyclops عرف بأنها نفس السفينة التي شاهدها في قاع البحر
لكن لم يكن لديه الأوكسيجين الكافي وقتها لتفحصها.
قد لا نعرف ما
حصل بالتحديد لرحلة 19 وسفينة U.S.S. Cyclops ووتش كرافت لكن عند التفكير
بهذا اللغز يجب أن نفكر بواقع الاحصائيات، لأن مثلث برمودا ليس أخطر منطقة
محيطية أخرى تتغير بعوامل الطقس
ونفهم من ذلك بأن الحوادث نتجت
بواسطة مزيج من التغييرات الجوية والأخطاء البشرية وقد لا تغلق هذه القضية
وقد تكبر أسطورة مثلث برمودا أكثر وأكثر، جميعنا نبحث عن أسباب لهذه
الحوادث لكن لا يجب أن نعبر طرق خيالية لنتهم هذا المثلث.