مشكلة الابداع والتطور في العالم العربي

سؤال يطرح نفسه ...
لماذا هنالك شبه انعدام للابداع والتطور في هذه الرقعة من العالم ؟
إن بلداننا العربية تعاني من قلة في الابداع والتطور على كافة الأصعدة وتكتفي دائما بمواكبته
وذلك يعزى الى خلل في البنية الاجتماعية والفكرية وذلك يعزى ايضا الى خلل في (الخلية الاولى) او الفرد بذاته فكريا ونفسيا وذلك يعزى ايضا الى أشياء عديدة.
هنالك من يقول لك أن الأنظمة القمعية هي السبب في قلة الابداع،ولكن الحقيقة أن هذه الأنظمة تساهم وبشكل ثانوي في ذلك لكن التصدع الأساسي هو في نفسية الفرد العربي والذي تتشكل منه هذه الأنظمة فهي ليست آتية من المريخ لتحكمنا،وكسله واتكاليته وانغلاقه ومركزية تفكيره حول نفسه وسوداويته التي تخلق جوا من الكره والعدائية لمن حوله وعدم الثقة والرهاب الاجتماعي وهذا ما يؤدي الى انعدام التعاون الذي يؤدي بدوره الى انعدام الابداع.
وترجع أسباب هذا التصدع بنا مئات السنين الى الوراء حيث أن الأحداث المتقلبة الكثيرة والمتتالية التي عاشها الانسان العربي من حروب ومؤامرات وقمع وظلم واستبداد ولدت لديه ردة فعل عكسية تميل الى العاطفة أكثر منها الى العقلانية (أنا مظلوم من هذا المجتمع ولذلك سأظلم الجميع إن استطعت يوما) فاذا تمكن هذا الشخص يوما ما فانه سوف يحرق الاخضر واليابس وهذا ما يخلق جوا من العدائية والخوف و الانعزالية وعدم الثقة في مجتمعاتنا وما يؤدي بدوره الى انتشار الفساد وانعدام الاستقرار على كافة الأصعدة وتسلط وتجبر القوي على الضعيف بشكل بشع لا يرقى الى مستوى الانسانية فما بالك التحضر والتطور والابداع.
إن الابداع والتطور يأتيان نتيجة وجود وتيرة فكرية هادفة واحدة تخلو من أي عقد فردية في مجتمع ما ،تصحبها طفرة اوقفزة نوعية ذلك يسمى تطورا.
إن مجتمعاتنا العربية تفتقر الى مفهوم التعاون والى الوتيرة الفكرية الواحدة فما بالك بالطفرة او القفزة النوعية