ملاك الروح عضو ذهبي
الــــدولــــة : الــجــنــس : الــمـهــنــة : الــهــوايــة : الــمــزاج : عدد المساهمات : 237 M M S : S M S : الاوسمة :
الاضافات مشاركة/share: قيم-الموضوع/Rate-Thread:
| موضوع: كلنا ضد الطائفية و كلنا طائفيون الإثنين 01 أغسطس 2011, 21:50 | |
| هذا باختصار هو الحال اليوم في مختلف البلاد العربية والإسلامية ، حيث الكل يعلن بصوت عال أنه ضد الطائفية لكنه في واقع الحال يمارس هذه الطائفية البغيضة بشكل أو بآخر ، دون أن نغفل أن بيننا استثناءات تمارس دورا إيجابيا في الوقوف في وجه هذا المرض الذي نراه اليوم يفتك بوحشية واضحة في العراق ونخشى أن يصلنا .. إن لم يكن قد وصلنا بعد.
في البحرين ظل الناس طويلا بعيدين عن مسألة الطائفية ، وحتى وقت قريب كنا نرى الناس من مختلف المذاهب الإسلامية يشاركون في طقوس العزاء والاحتفالات الدينية المتعلقة بعاشوراء ، ولم يحدث يوما إلا فيما ندر أن تردد أحد في تزويج ابنته من شاب ينتمي إلى المذهب الآخر أو رفض تزويج ابنه من شابة تنتمي إلى المذهب الآخر بل لم يكن أحد يسأل عن هذه المسألة فالناس في البحرين ظلوا كما هو حال العرب في أي مكان يسألون عن الرجل لا عن مذهبه ، ولهذا فإن الكثير من الزيجات التي تنتمي إلى هذا الفكر النظيف تحققت ويعيش أطرافها اليوم في جو بعيد عن كل هذه الحساسيات .. وأنا واحد من هؤلاء حيث أنتمي إلى مذهب ( وجدتني أنتمي إليه كوني نتاج زواج والدي ووالدتي وهما ينتميان إلى هذا المذهب ..وبالتالي لا يد لي في الاختيار ) بينما تنتمي زوجتي إلى المذهب الآخر الذي لم تختاره هي أيضا فهي نتاج والدين ينتميان إلى المذهب الآخر ، وقد أنجبنا من الأبناء من يضحكون اليوم على كل من يذكر أمامهم قصصا تعبر عن طائفيته ، ربيناهم على أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعلى حب آل البيت وحب الصحابة وتقديرهم وحب الناس أجمعين واحترامهم وعلمناهم واجباتهم الدينية بعيدا عن المبالغات والتعصب وعملنا معا بعيدا عن مختلف المؤثرات السلبية لطائفيين من حولنا على جعلهم ينظرون إلى الآخرين على أنهم بشر بغض النظر عن أسمائهم أو ألوانهم أو مذاهبهم أو أديانهم أو جنسياتهم أو رتبهم الاجتماعية .
هكذا كانت البحرين حتى وقت قريب ولا يزال بيننا اليوم نفر يعيش بهذا الفكر النظيف ويدعو إلى محاربة الطائفية بأشكالها وألوانها وتقلباتها ، لكن الكثرة تغلب الشجاعة دائما حيث تزداد للأسف يوما بعد يوم مساحة الطائفية وتزداد الفرص أمام النظرة المتخلفة لتسيطر على حركة المجتمع وتوجهاته إلى الدرجة التي صار البعض اليوم يعبر عن تخوفه من أن يتحول الحال إلى حال كالذي تحولت إليه بعض البلاد كالعراق حيث القتل على المذهب وعلى الهوية .
ربما أن تفكيرا كهذا متشائما يظل يدور في خانة المبالغات فمجتمعنا يضم بين جنبيه الكثيرين من العقلاء لكن إن استمر الحال هكذا فإن أحدا لن يستبعد دخولنا في هذا المنزلق الخطير . من الصعب تصور أمرا كهذا لكنه للأسف قابل للتحقق على الأقل كنتيجة للمؤثرات الخارجية فما يحدث قريبا من دارنا يعني أنه ليس بعيدا عنا إلا إن حمانا الله سبحانه وتعالى وحفظنا وإلا إن ظل العقلاء منا عقلاء .
من كان يتوقع أن تتطور الأمور في الكويت العزيزة بهذا الشكل الذي كاد أن يوجد في المجتمع الشقيق شرخا ربما لا يجد حتى فرصة الخلاص منه ومداواته ، ومن كان يتوقع أن توظف الأدوات البرلمانية توظيفا طائفيا أو على الأقل ينبعث منها رائحة الطائفية ، ومن كان يتوقع أن يصل بنا الحال أن نسأل عن مذهب من يأتينا حتى في مجالسنا بدل أن نسأل عما يعمل وما يقدم من خدمة لوطنه وناسه . من كان يصدق أن البحرينيين من مختلف الشرائح والمستويات الذين طالما سخروا من قصة الطائفية صاروا يمارسونها بأنفسهم اليوم ؟
الغريب في مشكلة الطائفية أن الكثيرين يجاهرون بأنهم ضدها وأنهم يرفضونها ولا يترددون عن سبها وسب الآخرين بسببها لكنهم هم أنفسهم يمارسونها ، في التوظيف ، في العلاقات الاجتماعية ، و في كل شيء . يمارسونها ليلا ونهارا ولا ينسون أن يدافعوا عن أنفسهم لو اتهمهم أحد بها حيث يستنفرون كل طاقاتهم للدفاع عن أنفسهم وإبعاد التهمة عنهم بل محاربة من يتهمهم بها ، فهم يدركون أن تهمة الطائفية خطيرة ويدركون في الوقت نفسه أنهم يغالطون أنفسهم ويكذبون .
هنا في "الوقت" هذه الصحيفة اليومية أعلنا منذ يوم صدورنا الأول أننا ضد الطائفية ورفعنا هذا الشعار بل رفضنا توظيف بعض من تقدم إلى الوظائف واستشعرنا في كلامه شيئا من هذا التفكير المريض ، كما نشرنا الكثير من الموضوعات التي تدعم توجهنا هذا ، وحصلنا بهذا التفكير والتوجه على القبول من الكثيرين وصار هذا الشعار واحدا من الأمور التي تميزنا .
ولكن هل نحن أيضا نمارس الطائفية أو شيئا منها ؟ سؤال مهم ربما لا تتوفر له إجابة دقيقة ولكننا نأمل ألا نكون كذلك .
في كل الأحوال لا نملك إلا الدعاء بأن يحفظ الله سبحانه وتعالى هذا الوطن من هذا الداء وغيره وأن يجنبنا ما ابتلي به الآخرون .. ولو أن مثل هذه الأمور لا تتحقق بمجرد التعبير عن الأماني بل أن الدعاء نفسه لا يجد القبول من إن لم يقترن بالعمل وبتغيير ما بأنفسنا . | |
|
SEMSOUMA مشرفة عامة
الــــدولــــة : الــجــنــس : الــمـهــنــة : الــهــوايــة : الــمــزاج : عدد المساهمات : 75 M M S : S M S : الاوسمة :
الاضافات مشاركة/share: قيم-الموضوع/Rate-Thread:
| موضوع: رد: كلنا ضد الطائفية و كلنا طائفيون الإثنين 01 أغسطس 2011, 21:55 | |
| شكرا جزيلا على هذه المعلومات القيمة نتمنى لك المزيد من التألق والإبداع | |
|
ملاك الروح عضو ذهبي
الــــدولــــة : الــجــنــس : الــمـهــنــة : الــهــوايــة : الــمــزاج : عدد المساهمات : 237 M M S : S M S : الاوسمة :
الاضافات مشاركة/share: قيم-الموضوع/Rate-Thread:
| موضوع: رد: كلنا ضد الطائفية و كلنا طائفيون الإثنين 01 أغسطس 2011, 22:19 | |
| شكراً لكِ و نحن نتمنى ان نرى منك مواضيع
شكراً على المرور | |
|