admin
الــــدولــــة : الــجــنــس : الــمـهــنــة : الــهــوايــة : الــمــزاج : عدد المساهمات : 1404 M M S : S M S : الاوسمة :
الاضافات مشاركة/share: قيم-الموضوع/Rate-Thread:
| موضوع: التقمص-الحياة بعد الموت الجمعة 29 أبريل 2011, 23:38 | |
| الجسد عند الموحدين هو قميص يبلى وينزع ثم يؤخذ غيره, وما الجسد إلا وسيلة لإظهار القوى الروحية, والمتعمقون بالتقوى والعبادة يرون أن نقاوة النفس تجعل العبادة ارتفاع روح الإنسان عن مساوئ الدنيا إلى مصادر العليا ليكون عندها أقرب إلى الاتصال بالله . أما (الحساب) فيدان الشخص باعتباره كائناً خالداً ويحاسب على ما مر به من أطوار في ملايين السنين التي عاشتها روحه, أما الثواب فيكون بالملذات الروحية لا الجسدية , فنعيم الجنة روحياًَ لا مجال فيه للملذات الجسدية ذلك إن النفس بعد أن تصل إلى الجنة بصفائها وتنزهها تبطل منها أفعال ومعارف كانت لها في دنياها لأجل جسمها الذي فارقته وتكون أفعالها ما تقتضيه ذاتها بكمالها من تعظيم الله وتسبيحه فحسبها كونها نهاية في جوار النهاية الأولى وجوهراً باقياً ملتذاً بثمرة اكتسابها مناسبة لتلك العقول وتلك المناسبة لها بالذات لا في العقل , والمعز لدين الله قال:*للجنة سبع درجات : جنة الخلد وجنة المأوى وجنة الفردوس وجنة النعيم وجنة المأوى ودار السلام ودار الخلود.*
والنفوس تتنقى وتتطهر في نقلها من قميص إلى قميص , أي من جسد إلى جسد , بالقيام بأعمال الخير , وأبو العلاء المعري يقول :
يقولون أن الجسم تنقل روحه إلى غيره حتى يهذ بها العقل
فعش وادعاً وارفق بنفسك طالباً فان حسام الهند ينهكه الصقل
فعندهم أن الروح تنتقل من الجسم الميت إلى الجسم المولود في ذات اللحظة بسرعة البصر روح الذكر للمولود الذكر وروح الأنثى لمثلها, وهذا ما يجعل للبعض حساسية (النطق)أي تذكرهم لبعض ما جرى لهم في الحياة السابقة وتتواتر الروايات عن تذكر بعض الإفراد لبعض الأحداث التي مرت بحياتهم السالفة وان ما يراه النائم بأحلامه من أماكن لم يشاهدها وأحداث لم يمر بها في هذه الحياة قد يكون مصدرها ما علق بالنفس من أجيال مضت ,
" لأن نزعات الفكر اللطيفة حسب عقيدة التوحيد تنطوي عند الموت في أعماق النفس المتنقلة من جسد إلى جسد وهذه النزعات والأفكار اللطيفة كبذور انطلاقه الحياة التالية هي التي تحدد وضع التقمص المقبل فلا بد أن نتذكر جزءاً من الماضي المباشر الذي كانت تعيش فيه."
وقد كان لظهور حالات تذكر أحداث الحياة الماضية عند الكثيرين من أفراد مختلف الشعوب حافزاً لبعض العلماء, خاصة من أوروبا وأميركا لدراسة تلك الحالات التي أوصلتهم إلى الاعتقاد صحة انتقال الروح من جسد الميت إلى الطفل حديث الولادة , وبالتالي من صحة (النطق)بعد مقارنة أقوال من ينطق بما حدث له في حياته السابقة. وقد جرب دون نجاح المخترع الأميركي توما أديسون (1847-1931)اخترع آلة لتصوير الروح عند مفارقتها للجسم, ولا يزال الكثير من العلماء في بريطانيا وأميركا يبحثون موضوع التقمص ويكتبون دراسات ومقالات وكتب علمية عن حالات النطق التي تأكدوا من صحتها , وفي 1957 عقد مئتان وخمسون عالماً من إحدى وعشرين دولة من إحدى وعشرين دولة مؤتمراً في باريس أقروا في باريس أقروا فيه وجود التقمص .وفي عام 1981 عقد اجتماع في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية كان مختصاً بالأشخاص اللذين يتذكرون حياتهم السابقة وقد دفع كل شخص حضر الاجتماع اثني عشر دولاراً ثمن بطاقة الحضور والأنباء تقول أن المعتقدين بخلود الروح وتكرار عودتها للحياة منذ أقدم الأزمنة , أن أصحاب هذه العقيدة يتزايدون باستمرار خاصة ببريطانيا وأمريكا وأوروبا ويقبل الناس على مطالعة الكتب التي تختص بشرح آراء العلماء بخلود الروح وتنقلها بالحياة من جسد ميت إلى جسد حي حتى أن(اسكوتلانديارد) الشرطة الجنائية البريطانية أخذت تستخدم التنويم المغناطيسي للكشف عن بعض حالات الجرائم التي تعجز عن استكشافها. ويقول مصطفى الشكعة (إسلام بلا مذاهب) والنطق هو أن الروح حين تنتقل من جسد إلى جسد تحمل معلومات عن دورها في الجيل السابق يعني في الجسم الذي كانت تتقمصه قبل قميصها الحالي وفي هذه الحالة تتحدث أو النطق بما تذكره من وقائع عن حياتها السابقة والقرآن الكريم يقول:*كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها *.
وقد أكد سقراط بقاء الروح بعد فناء الجسد بالموت وأنها واعية شاعرة محسة ,وكان فيثاغورس أول من قال بالتقمص مؤكداً بأنه استطاع التعرف على درعه حينما كان يعرف باسم(يوفوربوس)البطل الطروادي , ولما كانت تعاليم فيثاغورس قد انتشرت في المذاهب الهندية فإنهم يعتقدون بانتقال روح الميت إلى المولود الجديد وما يلقى من راحة وتعب ودعة ونصب فمرتب على ما أسلفه قبل وهو في بدن آخر جزاء على ذلك , ويرى أفلاطون أن خلود النفس يبرهن بحقيقة المعرفة ذاتها إذ أن المعرفة لا يمكن تفسيرها إلا إذا كانت النفس قد تأملت في المثال في حياة سابقة والنفس وجدت قبل دخولها إلى حياة الجسد , وإذن فمصيرها ليس مرتبط بمصير جسدها إذ أن النفس خالدة وهي التي تهب البدن حياته وجماله ومميزات الجسد التي يدركها الآخرون هي غير صفات الروح التي تختلف عنه كالوعي والتذكر حتى بعد أن يموت الجسد تستمر صفات الروح إذ تمر إلى جسد آخر ويقول أرسطوطاليس بوجود الروح بعد فراقها للجسد وهي لا تفنى, وحين أقبل على النزاع أظهر السرور ولما سئل عن ذلك قال:"إن انشراحي هو لثقتي بالروح بعد الموت " .ومن الآيات الكريمة :*إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد *. *كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون*.
*وكذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون* فظهور الإنسان المتكرر بأشخاصه المختلفة وأدواره المتوصلة في هذا الوجود يسفر عن تجمع اختباراته الروحية بما يشبه ناموس الوراثة الذي يحدث من التمازج والتواصل وتشاجب الأرحام والوشائج . ويرى الفيلسوف شوبنهور:"إن التطور البشري يرتكز على عقيدة أن الإنسان روح وجسد , فالروح تلبس الجسد زماناً ثم تلقيه لتلبس ثوباً جديداً في شخص حديث الولادة وهكذا رجعة بعد رجعة حتى لا يعوز الروح شيء من تجارب الدنيا أو علومها ومعارفها , أو ما تقدمه الحياة من ثمار المواعظ والعبر حتى تصبح تلك الروح البالغة الكمال البشري بمثابة الموجه والمرشد والهادي للمجتمع البشري .
فالذي يتم نضجه الروحي ستكشف له حياته السحيقة في القدم ليستخلص منها دروساً في هذه الحياة الدنيا وانم تبعث الروح لتتقمص أجساماً لحكمة ربانية تهدف لأن تنغمس تلك الأرواح الشفيفة في غمار المادة الكثيفة لتقف على نواميسها وتذلل صعابها وتسخرها لمشيئتها على هدى وبينة, وقد كسبت قدرة في عالم المادة ومنها من توجه قدرتها لعالم الروح. فمن يؤمن بالعدالة الإلهية لا يبقى عنده أقل شك من تقمص روح الميت لجسم جديد لما نراه من فروق بين الناس من حيث حظوظهم في الحياة. فعمر الإنسان ولو تجاوز المائة تكون مدته بغاية الضآلة بالنسبة للدهر السرمدي الذي لا تعرف له بداية ولا نهاية فعلى هذه الحياة الواحدة القصيرة تعتمد الحياة الخالدة فهذه العقيدة يؤمن بها ربع سكان الكرة الأرضية على حد قول الكاتب المصري" توفيق ذياب "
ومن البراهين التي تؤكد التقمص هو ما ذكرته مجلة المختار (يناير 1944) من أن نسبة المواليد من الذكور إلى المواليد الإناث في زمن الحروب تزيد فتصبح 115_ إلى 100 .
وفي مذهب التوحيد:" إن الروح (النفس) كونت من طبائع مختلفة ":" نور وظلمة, طاعة ومعصية حلم وجهل تواضع واستكبار خير وشر يغلب عليها العقل, ولما كانت مركبة من جوهر يفعل ولا ينفعل وجوهر يفعل وينفعل ,وعرض ينفعل وليس بفاعل إلا بآلته , فإنه يحتاج إلى محرك يستخرج معرفة الجوهر من العرض " ويمكن تشبيه علاقة الروح بالجسد كالطاقة التي تحرك الآلة, والعقل هو الموجه لتصرفاتها وتحركاتها , ومهما علم البشر من أسرار الكائنات فسيبقى علمه ناقصاً عن فهم الروح التي ستبقى أبد الدهر سر الحياة الغامض ولغزها المحير الذي يجعله يستشعر عظمة الله الذي خلق الروح وأودع فيها الأسرار الخفية *يسألونك عن الروح قل الروح كم أمر ربي *. ويرى الفيلسوف الانكليزي (مبيل) :"إن العقائد الإنسانية كافية في تهذيب الناس وتعزية النفس برحمة الله ودوام الحياة في العالم الآخر , ولا مانع عقلاً ولا علماً أن يصح وعد الدنايات بالحياة بعد الموت ".
قال النبي للإمام علي :"لم أزل أنا وأنت يا علي من نور واحد ننتقل من الأصلاب الظاهرة إلى الأرحام الزكية كلما ضمنا صلب ورحم ظهر لنا قدرة وعلم حتى انتهينا إلى الجد الأفضل والأب الأكمل عبد المطلب , فانقسم النور نصفين في عبد الله وأبي طالب . فقال الله تعالى: كن يا هذه علياً "ويقول (كرشنا):"عديدة هي حياتي التي مرت وحياتك أنت يا (ارجونا) أنا اعرفها كلها بينما أنت لا تعرفها أنني أأتي إلى الوجود من عصر إلى عصر لكي أحمي:الخير ولأحطم الشر ولأشيد الاستقامة". جاء في كتاب النفط والدوائر: ما يجب على الإنسان في معرفته نفسه هو أن يعرف ما هي, فهي ولماذا خلقت, أما هي معرفتها ما هي, فهي عالمة عاملة حية جوهرية شفافة قابلة للصور فهي الجهل كما تقبل العقل خلقت للعبادة والتوحيد ومن معرفتها لذاتها إنها لا تتعدى طورها أي منزلتها ولا ترى لنفسها ميزة على الآخرين إلا بالعلم والعمل , فالروح في الإنسان هي التي تمنحه الحياة والحيوية , وهي تعيش في الجسم وتشع من خلاله لأنها إشعاع من مصدر علوي مثل الجسم , والجسم مثل المرآة تنعكس عليها إشعاعات الروح .
فما تعلمه الأفلاطونية الحديثة عن حقيقة النفس وعن حقيقة النفس وعن حقيقة النفس وعن فيضها الصادر عن دائرة الألوهية والعقل الأعلى وعن فناء المادة وعن سجن النفس الجزئية المنتمية إلى النفس الكلية لتحلي طبيعتها الروحية البحث بالفضيلة والعمل الطيب في الحياة الدنيا .
أما المعذب في هذه الدنيا فقد كان في أدوار سابقة قليل عمل الخير كثير عمل الشر, فاستحق العذاب في هذا الدور من حياته الحاضرة. أما من سولت له نفسه بأن ملاذ الدنيا وزخارفها خير من الآخرة ونعيمها فيبقى في ظلاله محروماً من السعادة والهناء الروحي كادحاً مضطرباً لا يرتاح له بال , يعيش مذموماً محروماً لا يرحمه أحد من البشر ومن يعمل الخير ويبتعد عن الشر يحترمه الناس ويكرمونه في حياته ويرحمونه في مماته ويحيون ذكره بالثناء والتكريم حتى التقديس . ويقول العالم الأوروبي (كانت):" إن الروح فاعلة وليست مفعولاً, ولما كان المحسنون لا يسعدون في كثير من الأحيان, وقد يسعد الآثمون ويشقى العاملون بالواجب في هذه الحياة. إذاً فلا بد من عالم آخر يتكافأ فيه واجب الإنسان وجزاؤه وهذا هو البرهان الأدبي على خلود الروح وحرية الإنسان".
وفي دائرة معارف القرن العشرين : إن الذي يجعل الشخص قوياً متسامحاً عاقلاً صبوراً شجاعاً جريئاً, وفي الوقت نفسه متواضعاً وعظيماً جديراً بالحرية هو ما يتراءى له على الدوام من حياة أبدية أكمل يتألق نورها خلال غياهب هذه الحياة يتقرر فيها العدل ويجازى كل على ما كسبت يده.
وفي تعاليم اليوغا: " لا يجزع المرء من الموت لأنه روح دائم الحياة صامد للزمن, وعندما يحين الوقت ستترك الروح الجسد البالي لتلبس لباساً جديداً , فالنفس ليست ملازمة للجسد بل هي جوهر منفصل عنه سابق له, فلا تقبل الفناء ولا يحصرها الزمان والمكان , والعلم الحديث يرى أن الموت يبيد كل جسم لأنه فيزيقياً,أما الروح فلكونها (لافيزيقية) فإنها خالدة لا تموت ,والذي يحدث هو أن الروح تنطلق من وعائها الفيزيقي عند الموت لتستقر في وعاء فيزيقي جديد (مولود جديد) فتكرار الروح في مدى أجيال البقاء البشري بمرورها في أدوار الاختبار والتجريب والامتحان , إعدادا لها وتطويراً قبل وصولها إلى الآخرة التي تنتهي إليها وتحاسب على ما قامت به من أعمال ولا ينفع نفساً إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ".
"فالجسد أو الجسم البشري في عقيدة التوحيد ولغتها المجازية ثوب للنفس أو الروح, قميص في اصطلاح المذهب تتقمصه الروح عند الولادة وتنتقل منه بالموت فوراً إلى جسد مولود ".
فالذين تقبلوا الدعوة وتعرفوا على الحقيقة في الماضي , لا يزالون يولدون عند من تقبل الدعوة كذلك فإن التقمص في معتقد التوحيد ليس تطوراً للروح في هذا الدور بل هو تقلب الروح في شتى الأحوال لكي يتسنى لها أن تخبر هذه الأحوال فمن لم يتقبل نداء الحق حسب معتقد التوحيد لا يمكنه إلا أن يحصد نتيجة أعماله في حياته التالية وكذلك هي الحال بالنسبة لن تقبل هذا النداء وتعرف إلى الحقيقة وهذا الاعتقاد يقوي بينهم التعاطف ويخفف البغضاء التي تولدها المنازعات والخصومات, لا يمانهم بأن أحدهم قد يولد في بيت خصمه , وهو مما يزيد بينهم الألفة القومية والتقارب وقيام المساواة بينهم دون التمسك بما عند غيرهم من الفوارق الطبقية وترفع أسرة على غيرها . وللشيخ أبي علي هاني الحناوي عبارته المأثورة قالها إلى سعيد بك جنبلاط عندما سأله كيف تزوجون بناتكم لكل طالب من الأسر الدرزية , بينما تختارون لخيولكم الأصل والنسب .
فأجابه من إيمانه بعقيدة التقمص الروح وانتقالها من زعيم كبير إلى مولود فقير:
*خيولنا غوارة وأرواحنا دوارة وإن كنت سعيد بك ثبتها بدار المختارة*
" وابن سينا الذي تعمق في درس فلسفة أرسطو وتأثر أيضاً فالأفلاطونية الجديدة , دافع عن خلود النفس وقال فيها قصيدة منها:
وصلت على كره إليك وربما * كرهت فراقك فهي ذات توجع
والقديس يوحنا بولس قال:
*الروح هي النور الذي ينير كل إنسان يأتي إلى العالم*
و تمر النفس في دورانها بحالات مختلفة وتظل كذلك حتى تتطهر إن كانت صالحة وبعد هذا التطهير يكون الزمن الذي يعقب قيام القيامة التي يترقبها رجال الأديان وهو زمن يسود فيه العدل لا قوي و لا ضعيف نظمه كلها واحدة وحكومته كذلك لا عذاب ولا شقاء أما النفس الشريرة فتظل معذبة بجميع أنواع العذابات المعروفة , والعذاب الأكبر هو عذاب الضمير وعذاب الندم على ما فات لأنها لم تنتفع من أدوارها الماضية , أما النفوس الصالحة فتكتسب الجمال والعمر الكامل وراحة الضمير والابتعاد عن الأمراض والمصائب , فما هنالك إلا غبطة روحية في دهر لا نهاية له , يتغير النظام الأرضي ويحل محله نظام إلهي ويحكمه (الإمام)الممثل بالعقل , والخير يمثل العقل وبعمل الخير تنفذ إرادة العقل وبهذا يكتسب الأجر ,
قال أبو العلاء :
* سأتبع من يدعو إلى الخير جاهداً وارحل عنها ما أمامي سوى عقلي *
وعندهم أن عمر الإنسان محدود لا يزيد ولا ينقص والله لا يؤخر نفساً إذا جاء أجلها:
*فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون*
وهذا من جملة الأسباب التي تجعلهم يقتحمون الصعاب بإيمان وقوة, فالمتدين يكون شجاعاً صادقاً متعففاً لا يهاب أحداً ولا يخاف أحداً غير الخالق , ومن قولهم المأثور:
" فالمؤمن الديان بتوحيد مولاه شجاع غير جبان "
وشعار كل رجل منهم بالحروب لا ضمير أن أقتل وينتصر قومي فتلك هي الشهادة والطريق إلى الجنة أما( الرحمة ) للميت فلا يلفظها التقاة إلا لمستحقيها وليست حكماً يدين الميت بل هي شهادة تؤدى ومعاذ الله أن تكون زوراً والقصد منها حث الأحياء على طلب الكمال والتجمل بمكارم الأخلاق والسكوت عنها رفض لها وقد لا يرحم الأخ أخاه إن شك بفضله, وأجاويدهم لا ينتحبون على ميت مهما عز وغلا ومن مأثورهم : إذا أصبتم بعزيز فعليكم أن تصبروا لئلا تفقدوا الأجر
فمن جزع من قضاء الله عبر به إلى القضاء ولزمه الإثم, ومن صبر على القضاء خف عنه المصاب ولزمه الأجر, ومن كلامهم: من يبك على رأس ميت فكأنه يحارب الله,
قال أبو العلاء:
*أزول وليس في الخلاق شك فلا تبكوا علي ولا تبكوا * | |
|