الضمير ... هو شىء مثل الخنجر الصغير جداً الذى يجرحك ولا يقتلك فقط
يذكرك بشعور الألم والندم على شىء فعلته أو شىء قمت بالتفريط فيه
الضمير... هو شىء غير مادى وإنما هو شىء معنوى خلقه الله سبحانه وتعالى
بداخلنا كرقيب لأعمالنا وموجه لنا إلى الطريق الصحيح إذا ما زاغت أعيننا عن
الحق بسبب المال أو بسبب الخوف أو نقص الإيمان فإن الضمير هو الإنذار
الصامت الذى يقوم بتنبيهنا عند وصولنا إلى مناطق الخطوط الحمراء كى لا نتجاوزها
هذا الكلام طبعاً موجه لكل من يمتلك تلك العملة النادرة التى إنقرض وجودها
هذه الأيام ألا وهى الضمير
هل فكرت أنك :-
عندما تساعد زميلاً فى الدراسة مثلاً على الغش فى أحد الإختبارات مثلاً وتعتبره واجب
ولابد من عمله .... يبقى أنت معندكش ضمير
عندما ترى أحد يحتاج للمساعدة ولا تفكر أساساً بالنظر إليه فقط لتقييمه ما إذا كان
فعلاً يستحق المساعدة .... إذن إنت معندكش ضمير
عندما ترى القهر الذى يحل ببلادنا كلنا وأنت تعرف من المسئول عنه بل والأكثرمن
ذلك أنك يمكنك إيقافه ولكنك تمتنع وتقف مكتوف الأيدى ... إسمحلى
إنت معندكش ضمير
عندما نرى كلنا الظلم ونرضى به ونأبى حتى الدفاع عن أنفسنا وعن أولادنا من هذا
الوحش الكاسر .... بالتالى نحن لا نمتلك شيئاً يسمى ضمير
عندما تتحجر فى حلوقنا كلمة حق لخوفنا من أن نسجن أويبطش بنا بسبب قولنا لها
.... يبقى إحنا ناس مش بنراعى حاجة إسمها الضمير
عندما يصبح الخوف الأكبر لدينا هو من حكامنا ورؤسائنا فى أى مكان بالكون وعندما
ترتعد فرائصنا من الرعب لمجرد ذكرهم وننسى أو بمعنى أدق نتناسى أن الأجدر
بأن ننفرد بالخوف من بطشه بنا هو الله سبحانه وتعالى وحده ولا نخاف إلا منه وحده
ونحن بدلاً من أن نضع تلك القاعدة الذهبية نصب أعيننا وننفذها أو حتى نحاول تنفيذها
وكل ما نفعله هو أن نحرك رؤوسنا بكل ذل ومهانة بالإيجاب والموافقة على الظلم
والأدهى أننا ندعى باننا لا نملك خياراً سوى ذلك !
نحن إذن أمة نزع منها ضميرها وتركت شاردة تتقاذفها الأهواء
لأنها أمة إنتزع منها كيانها
وسلبت منها كرامتها
وذلك تم بيدها
وبرضاها
بعد كل اللى إنت قريته ده وبعد كل اللى إنتى قريتيه
لسه بتقولوا إنكم عندكم ضمير